العهد المتجدد

(إلى بهاء)

لو أدركَ المُنحَطُّ إلى أيِّ فضاءاتٍ حلَّقَ حبُّنا رغم أذِيَّتِه، لَطَمَرَ نفسه في نتانة نفسه.

لو علِمَ القاتلُ أن دماءنا التي حاول سَفكَها أصبحت تجري في شريانٍ واحد ينبضُ حياةً لجسدَيْنا، لَطَعَنَ نفسه وانكفأ.

لو رأى السافلُ أن النار التي أشعَلَها ليُحرقَ الدربَ التي رسمناها قد طهَّرت مَعالمَ هذه الدرب، لَتَلاشى في سَواد دخانها.

لو وجد الحاقدُ أن القبر الذي حفره لِدَفن حقيقتِنا قد تحوَّل إلى بساطٍ نَخترقُ به رياح السماوات، لَكَسَرَ بمِعوَلِهِ رقبةَ أوهامِه.

لو عرف الشيطانُ ما وصلْنا إليه من ذوبان رغم لعبة التحطيم المَكِرة التي مارسها، لانتَحَرَ بكلِّ أسلحتِه السامّة.

لو شعر الشويعرُ أن نَحيبَهُ الذي سخَّره لتنظيف صفحته قد صرفناه في مجارير الأدب، لسلخ بقلمه جِلدَه المزيَّف.

لو خبِرَ الخسيسُ أن ما خطَّه بمخرزٍ مُسنَّن لِتَعرِيَة الجبل مِن ثلجِه قد أخذَنا إلى قمة الشغف وشِعاف البهاء، لفقأ عينَه بمخرزه.

لو اكتشفَ الخبيثُ أن الصخرة التي ألقاها علينا لِسَحقِنا قد فَكَّت آخر قيودِ تَحَفُّظِنا، لَتَدَحرج مع صخرته إلى أعماق الجحيم.

لو فَقِه المُشعوِذُ أن وصفَتَهُ المُضلِّلة جعلتنا نجدِّد عهد عشقنا المجيد، لَعرَفَ أن السحر انقلب على الساحر.

لو فهم الفَحّاحُ أني لم أكن يوماً راهبة في هيكل الوهم بل إلهة معبودة في معبد البهاء، لَأفرغ سمَّ أنيابه في قلبِه وقضى ندماً وكمداً.

(20- 08- 2019)

******* 

اترك رد

%d