ولا أزال أبتكر الأحلام (رسائل مهرَّبة) 49

باركْتِني، هذا الصّباح! أنهيتِ  خَرَسَ زمنِك الّذي طال. فقد تهادى همسُكِ من ضفاف الأحلام، وولجَ أمواجَ قلْبي، صافيًا كنوايا ملاك، مُنعِشًا كأعجوبة قدّيس. 

كأن لم أصدّق! لكنّه صوتُك! صوتُكِ الخصبُ كالنّعمة الكبرى! الأليفُ كالاسم المحبوب! 

صوتُكِ!؟ من بين أصواتِ نساءِ الزّمن كلِّه، وحده يخترقُني نفسًا وحَواسَّ، لطيفًا كانسياب الرّوحِ في الأعصاب، مُحيِيًا كالأمل!

آهِ، صوتُكِ! صوتُك النّبيلُ كالكرامة، المُفرَدُ كالسّرّ!

اِخترقني صوتُك، صباحَ اليوم، بعد دهرٍ من آلام انتظاري. أنتظرُه، صوتُكِ، منذ قبل الزّمن! واليوم، وقد تغلغل فيّ، بكلّيّتي، صرتُ انتظرُه أكثر! ألسّبب!؟ ٍرغبتي في الحياة! فصَوتُكِ سببٌ جميلٌ لحياتي!

صَوتُك العذوبة! عذْبٌ كجمالِكِ، حبيبتي! رخيمٌ كصوت جرسِ كنيستِنا!

وعجائبيٌّ، هو، كأحلام لا تيبس، لا تتناثر، لا تزول.

أيقظني، صَوتُكِ، فأحياني. أزهرتْ حواسّي، عُقِدت ثمارُها، نضِجت. وها أنا أنتعش بصوتِك الحيّ! وإذ أحياني، أنقذني! من جفاف أيّامي، من يبَسِ رؤايَ، من تشاؤمي العاصف.

أيقظني صوتُكِ، فأنقذني، قلتُ؟

وأنقذني فأحياني؟

وإذ أحياني قدّسني!

يا قدّيستي، أنتِ!

(ألأربعاء 13 نوّار 2015)

اترك رد