ولا أزال أبتكر الأحلام  (رسائل مهرَّبة) 48

حبيبتي!

صراحتي معروفةٌ، وكذلك وضوحي! في الحياة اليوميّة، بعيدًا من رمزيّتي وبَياني وإيجازي في عالمي الأدبيّ. لذلك سأتحدّث إليك، اليوم أيضًا، عن الشّكّ ودوافعه وآثاره.

ألشّكُّ؟ قلّةُ إيمانٍ بشخصٍ، بفكرةٍ، بعقيدةٍ، بحالة، بقدرة… 

ألغريب أنّي مؤمنٌ بكِ إيمانًا عميقًا وصادقًا وراسِخًا. فمن أين يأتيني هذا الشّكُّ الّلعينُ، ومتى، وكيف، ولماذا!؟

هل أنّ ثقتي مهزوزة؟ طريّة؟ ناقصةٌ؟ هل ينبُع الشّكّ من دون سبب، ولمجرَّد الشّكّ؟ ولماذا، كلّ مرّةٍ تغيبين، وقد يتراءى لي أنّكِ غائبة، أغرق في عتَمةٍ جَهنّميّة، مع علمي الأكيد أنّ هذا الغياب لا يكون إلّا لضرورة، وليس ابتعادًا؟ وهو لا يظهر إلّا بلؤمٍ مؤذٍ لئيم؟

لا أعلم، حتّى الآن، لماذا، ولا من أين يظهر! أفهمُ أمرًا واحدًا فحسبُ، بل لا  أفهم أيّ أمر! فقط أراني أشكّ، ومن دون سبب! بل من دون سبب ظاهر! قد يكون فيّ ولا أعرف!

ألشّكّ الشّكّ! وما أدراكِ وحيدتي، ما هو هذا الشّكّ! أكاد أقول: “ألشّكّ الّذي تتعمّدين زرعَه فيّ!” تفترضين أن سيزداد حبّي، وسيعمق، ويقوى، ويجرؤ، ويخصب… ويزداد حلاوة. تأكّدي، حلوتي، أنّ هذا سيحدث، ومن دون إثارة شكوكي! فلا تعذّبي قلبي!

… وتتّصلين، تواليًا، وأنا أكتب هذه الرّسالة! تسألين عن أحوالي، تُلِحّين في الأسئلة… تُدقّقين… فكيف أسمح لنفسي بالشّكّ، كيف!؟

حبيبتي!

من بعض نِعَمِكِ عليّ، نعمةُ الشّكّ!… فببعض فضلٍ لها بعضُ رسائلي! شكرًا لكِ!

ستستمرّين تحبّينني. سأستمرّ أحبّكِ وأشكّ… وسأستمرّ أكتب!

                                                                  ألجمعة 1 نوّار 2015

اترك رد