بعد ان تقضي عمرك او اجمل ايام شبابك وانت مشغوف بحب وطن .. ومتفانٍ في العمل له.. وحريص على امنه وسلامته .. وتتمنى من كل قلبك النصر والتطور والازدهار له وتكتشف مع كل هذا انك في منظار السلطة فيه وفي منظومة الحقوق:
-مجرد رقم يصطف الى جانب ارقام اخرى تشكل عدد المحكومين والذين يمثلون المادة الاساس لاحساس الحاكم بنشوة السلطة.
-وانك غير مأسوف عليك عندما تغيب او يصيبك الخطر.
-مجرد خبر وحكاية تقع تحت رحمة الساعين بك من الوشاة واذيال السلطة وحمير الحكام وعاهرات البلاط، يسوقونك بامزجتهم ويقدمونك لاسيادهم بحسب اشتهائهم ولا يقلقون من شيء، فالسلطة لا تتعب نفسها بالتحقق ولا توجع رأسها بالتدقيق، وما ياتي على هواها مسموع.
-وعندما تجد ماضيك لا يشفع، وحاضرك مهما بذلت واعطيت لا يمثل امرا مهما ومستقبلك ضباب غير منكشف.
-وان اي شيء من الممتلكات المادية اهم منك، فسلامته اهم من سلامتك والاعتناء به مقدم عليك..
عندها..
تشعر ان الوطن زنزانة لئيمة تستكثر عليك حتى حفظ ذكرياتك وايامك..وانك مجرد حكاية تافهة لا تستحق ان تذكر حتى في هامش السرد..وتستفيق على حلم مزعج يصرخ في اذنك “لا مكان للمخلصين في اوطاننا”.