لكنّها، صباح اليوم التّالي، بادرت وألقت تحيّةَ الصّباح. فهل هي انتبهتْ، فأرادتِ “استعادتي” بأبسط طريقةٍ ممكنة!؟ لمرّةٍ أولى تُبادر بتحيّة الصّباحِ، أو بأيّة كلمة فيي أثناء النّهاٍرِ، إلا إذا أرادت تطلب شيئًا!
إلّاا أنّها، ولأكونَ جريئًا، صريحًا، واضحًا، كما يُفترَض بالإنسان النّبيلِ أن يكونَ، هي تجرّأت وفاجأتني بقولِها: “أحبُّك! أعرف أنّك صامدٌ، دومًا، لكنّي أحبّك ولا أريد شيئًا منك! لا أريد خرابَ بيتِك! أحبّك ولا أطلب ما تطللبه العاشقات.”
فوجئتُ، تلك العشيّة. فوجئتُ وسُرِرتُ “سُرورًا عظيمًا!” قلتُ: – هل تقرئين بين السّطور!؟
– وببراعة! يعترف الجميع بقدرتي على التّأويل السّليم. رأيتُني في قصائدك القصيرة الجديدة. تلك التي فيها أحاديث البحر والظّلال، أليس ذلك؟
– بلى!
– لكنّك خجولٌ لا تصرّح! فها أنا لاقيتُك.
أذكر، تمامًا! ما أنهت حديثَها الخَلَويَ، حتّى ظهرت أمامي في مكتبي. جميلةً، بهيّة، مشرقة، كنتِ. وغنِجة. كنتِ تفيضين أنوثةً وعذوبة وفرحًا وفيرًا.
ولا زالت حكايتُنا تبدأ!
… إلى أن أخذ الشّكُّ يفترِسُني. إلّا أنّها حاولتِ اليوم إخراجي من شكّي. هل حاولت، فِعلًا أم أنّي، ولفرط حبّي لها، رأيتُ أنّها حاولت!؟ وكنتُ مستعِدًّا للتّراجُع! ألمهِمُّ، حبيبتي، أنّكِ بادرتِ إلى طمأنتي، وأنّي صدّقتُ. ألِضَعفٍ بي، أم لِصِدقِها!؟
