في العُبُورِ الأَخِير!
يَومًا…
والقَلبُ في غَفْلَةٍ عَنِ الهَوَى،
لُحْتِ…
هِلالًا في عَتَمَةِ أَيَّامِي،
وَغَمامَةً بَيضاءَ في رُبَايَ،
فَاخضَلَلْتُ رِيًّا، وَرَفَّ خَيالُكِ في أُفُقِي هَزارَ أَحلام…
وَوَلَجتِ صَدرِي بِسُلطان ِالحُبِّ،
فَالحُبُّ مَوْلايَ…
وَتَناغَمَتْ رُوحِي مع ابتِساماتِكِ،
وقَرَأْتُ في عَينَيكِ سِفْرًا رائِعًا مِن أَسفارِ الأَمَل…
وَتَمُرِّين…
سُنُونُوَةً تَحمِلُ الرَّبِيعَ في جَناحَيها
فَالدَّربُ عَبِيرٌ، ورَنِيمٌ، وأُمنِيات…
***
وَكَرَّتْ أَعوام…
فَأَستَذكِرُ اللَّيالِي بِقُربِكِ،
وَأَلُمُّ الضَّوءَ حُزُماتٍ حُزُماتٍ مِن بَرِيقِ طَيْفِكِ،
وأَغزِلُ الشَّمسَ جَدائِلَ تِبْر،
وتَغدُو قَوافِيَّ تَسابِيحَ، ورِقاعِي مُرُوجَ سِحْر…
***
وغَدًا…
بَعدَ أَن نَطوِي حُقُولَنا على الغِياب،
وَيُدَثِّرُنا الصَّقِيعُ بِجَدائِلِهِ البِيْض،
ونَغُذُّ في مَفازَةِ العُمر،
تَبقَيْنَ في الحَنايا،
مَصُوْنَةً على وَقْعِ النَّبَضات…
***
نُصارِعُ الزَّمَنَ،
يَسحَقُنا بِأَقدامِهِ العاتِيَةِ،
فَنَجْبَهُ عُتُوَّهُ بِالذِّكرَياتِ، تَمائِمَ لا تَنْبُو،
وبِالوَفاءِ يَحُوطُ الفُؤَادَ بِدِفْئِهِ، فَتَسلَمُ السُّوَيْداءُ ما بِتْنا هُناك…
لِشَغافِي خُلِقْتِ،
وَتَظَلِّينَ في نَجِيعِي،
نِعمَةً تَحدُو رِكابِيَ في العُبُورِ الأَخِير!
مرتبط