وَأُغمِضُ أَجفانِي…   

وَأُغمِضُ أَجفانِي…

تَعُودِين،

غِلالَةً بَيضاءَ تَتَهادَى في المَدَى الأَزرَق…

في عَينَيكِ دُعاءُ الحَنِين،

وفي شَفَتَيكِ ضَراعَةُ الهُيامِ فِيهِ مِنَ الحَنايا دِفْؤُها، ومِنَ الشَّوقِ ضَنَى الانتِظار…

وتُومِئُ ذِراعاكِ، أُرجُوحَةَ قَمَرٍ، فَأُسافِرُ في نَغَمِ الهَوَى، غِرًّا سَحَرَهُ الحُسْنُ، وَسَبَتْهُ الأَهداب…

وتَستَلُّنِي اليَقَظَة، وفي اليَقَظَةِ مَرارَةُ الوَعْيِ…

فَما سِوَى إِهابٍ غَضَّنَهُ العُمرُ، وجارَت عَلَيهِ الفُصُول…

فَأَينَها الدُّرُوبُ المُرَنِّمَةُ، ومَطارِحُ اللِّقاء؟!

أَينَها الهُنَيهاتُ نَستَلُّها مِن فَمِ الحَياةِ حَبالَى بِالهَوَى والجَوَى ونارِ الجَوارِح؟!

وَأَفزَعُ إِلى أَجفانِي،

أَستَجدِيها الذِّكرَياتِ، قُوْتَ الخَرِيفِ وَلَيالِي الصَّقِيع!

اترك رد