تتابع ورش رابطة قنوبين للرسالة والتراث أشغال بناء بيت الذاكرة والاعلام في موقع حديقة البطاركة، الديمان، الذي وضع البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي حجره الأساس في أيلول الماضي.
ووفق المخطط الموضوع للبناء يرتقب انجاز الاشغال الصيف المقبل ليصار الى افتتاح البيت ضمن أنشطة السنوية السادسة عشرة للحديقة. ومبنى البيت بمساحة مئتي متر مربع معد ليكون أول مركز توثيق للاعلام المسيحيين المشرقيين الذين اسهموا في احياء النهضة العربية.
وأوضح الاباتي أنطوان ضو، أمين الشؤون التاريخية في رابطة قنوبين، ان هذا البيت هو اهم برامج مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس على مستوى التوثيق التاريخي والأبحاث العلمية المتخصصة بهذا التراث.
وأضاف: “لقد حققت رابطة قنوبين البطريركية سلسلة من الإنجازات الثقافية التي تحاكي اهتمام الجماعة العامة، وتلبي مستلزمات الحج الديني. وتنطلق حالياً مع بيت الذاكرة والاعلام الى تطوير جهود البحث العلمي المتخصص بالتراث المتعدد الذي يحتضنه الوادي المقدس. وكشف الاباتي ضو انه نتيجة التواصل والأبحاث مع عدد من الخبراء والدور الثقافية في لبنان والخارج تبيّن لنا وجود حوالي ستين الف مخطوطة متصلة بتراث الوادي، متعددة اللغات السريانية والآرامية واليونانية والعربية. وقد تم تحديد أمكنة وجودها في لبنان والعالم، ما يعكس حقيقة راسخة حول احتضان الوادي لتراث مشترك بين كل الجماعات التي عرفته”.
وتابع الاباتي ضو: “في هذا الاطار من التوثيق التاريخي والبحث العلمي بدأ فريق عمل واسع بجمع الأوراق والوثائق التاريخية والاعداد لافتتاح بيت الذاكرة والاعلام بمؤتمر علمي متخصص اول حول التراث المسيحي المشترك في الوادي المقدس بمشاركة خبراء متخصصين من لبنان وعدد من الجامعات والدور الثقافية في العالم. وختم ضو: نجدد شكرنا لمن بادر الى إقامة هذا البيت ليكون مركزاً توثيقياً هو الأول من نوعه يسهم في احياء دور ثقافي تاريخي تشكل في الوادي المقدس وترك بصماته المشرقة في مسار النهضة العربية، وفي سواها من ثقافات الجماعات والاتنيات التي اجتمعت بأعلام الوادي وجماعته في عدد من البلدان”.
يشار الى ان الاشغال جارية لاستكمال بناء بيت الذاكرة والاعلام بناء تراثياً تقليدياً بالحجر الصخري الجردي المحلي، وسقفه مغطى بالجسور الخشبية الى سائر مواد البناء وأنماطه التي استعملت في بناء بيوت وادي قنوبين مذ عهد البطريرك يوحنا الحلو، وتجددت بالانماط والمواد نفسها من حجارة وأخشاب عهدي البطريركين الياس الحويك وأنطون عريضة. ويبنى البيت في موقع يتكامل مع مسرح الوادي المقدس ونطاقه القريب منه وسط غابة طبيعية من شجر الأرز والسنديان وسواها.