مروى قرعوني الحاضرة
على خشبة مشهور مصطفى
الكاتب المسرحي يوسف رقّة
..يوما بعد يوم تثبت مروى قرعوني قدراتها التمثيلية في ظل الغياب الكبير ومنذ فترة طويلة لحضور العنصر النسائي القوي على خشبة المسرح اللبناني.
..هذه القدرات شاهدناها أمس للمرة الثانية ( بعد مسرحية ” تفل قهوة ” للمخرج الدكتور هشام زين الدين) في افتتاح مسرحيتها الجديده ” هي ..وهن ” للمخرج المخضرم الدكتور مشهور مصطفى الذي عاد الى المسرح بعد غياب طويل وبعد أن كان قد أثبت جدارته وتميزه اولا كممثل في ” مسرح السندباد ” وبعدها كمخرج إختباري هام في مسرحيته ” أسود ع أبيض ” التي أحدثت ضجة كبيرة خلال عرضها في ثمانينات القرن الماضي .
.. مروة قرعوني في مسرحية ” هي ..وهن ” تلعب لوحدها مونولوغ حكاية تلك المرأة المعنفة التي تطلب الطلاق ولا تحصل عليه , تطلب الحضانة لولدها “شادي ” ولا تحصل على حضانتها , تعيش أسيرة الأنظمة والتشريعات الذكورية التي يعبر عنها مخرج العمل بقفص دائري كالسجن ويجعل بطلة مسرحيته تتسلق قضبانه التي تدور على المسرح للتعبير عن الدائرة المفرغة التي لا حلول بشأنها رغم صرخاتها المتكررة من أجل إنصافها وإحقاق الحق لوجودها كإنسانة .
في سياق الحكاية , تسرد مروى حكايات نساء فتدخل في شخصياتهن لتتقمصها وتعيشها بمهنية عالية وصادقة ..في تمثيلها تعيش الدور وتجسده ( بحسب منهج ستانسلافسكي المسرحي ) غير ان المخرج يخرجها من الغوص في تلك الشخصيات مرات عديدة عبر كسر الإندماج بالمؤثرات الصوتية ( مرور فارس الإحلام على الحصان / صوت أقدام على طرف المسرح ) بهدف نقل المشاهد من حالة إلى حالة أخرى .
الأداء الجاذب لمروى , يجعل جمهور المشاهدين مسحورا ومتعاطفا مع حكايتها , الأداء الجسدي المطواع , تلوين طبقات الصوت والأهم هو نعمة ما نطلق عليه اسم ” الحضور المسرحي ” النعمة التي نادرا ما نجدها عند ممثلي المسرح ذكورا وإناثا ..
طبعا , مخرج العمل الدكتور مشهور مصطفى ساعد كثيرا على توصيل الرؤية المشهدية للعرض وجماليته من حيث إستخدامه للتقنيات بمهارة المعلم : الإضاءة , الأدوات المسرحية , الديكور الذي يخدم فكرة النص, المؤثرات الصوتية .
والأهم من ذلك هو ما قلته للصديقة مروى بعد نهاية العرض ” كان الإيقاع عالبكلة ” ..طبعا ما اقصده هو الدقة في تفاصيل كل حركة للممثلة وكل كلمة وكل ضوء وصوت وموسيقى ..إنسجام تام في السنوغرافيا المسرحية تمثيلا وشكلا .
…” هي ..وهن ” عمل مسرحي متكامل , مبهر , مؤلم , يصرخ بجرأة لتغيير الواقع القمعي الذي تعاني منه المرأة إجتماعيا وأنظمة وتشريعات ..
هوامش :
المسرحية نص وسينوغرافيا واخراج:
د. مشهور مصطفى
تمثيل : مروة قرعوني
موسيقى وغناء: الفنان خالد العبدالله
صوت:علاء جمول
اضاءة:محمد فرحات
تنفيذ سينوغرافيا:المهندس احمد تقي-مصطفى برجاوي-علي محمد جمول
ديزاينر:محمد الحاج
مسؤولة اعلامية:ميرنا قرعوني
- المسرحية مستمرة في عروضها حتى ١٦ من الشهر الحالي على خشبة مسرح المدينة في الحمراء .