أحيت “الجامعة الحديثة للادارة والعلوم” في مركزها في الدامور، وبالتعاون مع بلدية الدامور ونقابة شعراء الزجل في لبنان، ذكرى الشاعر الراحل جوزف الهاشم “زغلول الدامور”، برعاية وزير الثقافة محمد داود داود، وحضرها الوزير السابق جوزف الهاشم ومشايخ، رئيس “جمعية التراث” انطوان ابو جودة ورؤساء بلديات وشعراء وشخصيات ومهتمون واهال.
علامي
وأشار رئيس مجلس أمناء الجامعة حاتم علامي إلى أن “زغلول الدامور، ثنائية تدخل في تموجات النفس إيقاعات جميلة فواحة بطيب الكلمة وجماليات الأناقة المتربعة على عرش الزجل على امتداد الفضاء الذي يعب من فارسنا ترددات الأنفاس المتعطشة إلى نسمات للحب والخلود”.
وأضاف “تبقى زغلول الدامور إرثا خالدا في سجل الثقافة، وتبقى لعائلتك فخرا وللدامور واحدا من عناوينها المتألقة على مر الأجيال. ونحن من هنا ننطلق مع كل الغيارى على الثقافة والشعر إننا لن نألوا جهدا للحفاظ على هذا الكنز الذي يشكل قيمة نوعية مضافة لمخزوننا الأدبي والفني”.
الوزير داود
ومن ثم ألقى الوزير داود الكلمة الآتية: “نلتقي هذه العشية حول قامة شعرية، دخلت بيوت لبنان وجملت أماسي اللبنانيين… ومن لا يذكر ليالي الزجل على شاشة قنوات تلفزيون لبنان وسواه… زغلول الدامور، صوتا صداحا ودفا وقولات، ومنبر رديات ومنازلات”.
وأضاف “لقاؤنا هو احتفال بالزغلول، واستحضار لأمجاد المنبر والقول المغنى وسحر الارتجال وليالي جوقات الزجل، التي أطربت لبنان وألهبت جمهور القوافي. الكلام عن الزجل الليلة، والزغلول حاضر في الوجدان، هو عبقرية القول الشعري المغنى، في وفرة الأنواع والفرادات وتعدد الأوزان والصور والمواقف الوطنية ومحطات لبنان التاريخية… والزجل كان حاضرا… ومن ثم هو ذاكرتنا البهية، التي تختزن حميميات التذكار في حياتنا اليومية والمواسم والأعياد، وحبق الحبيبة تحت ضوء قمر نيسان”.
وقال: “لعل من المفيد ايضا، ان يتباهى لبنان بشعرائه أهل الزجل، وتعرفون جميعا إدراج اليونيسكو الزجل اللبناني على لائحة التراث البشري الثقافي غير المادي. ما يؤكد انه فن لبناني عبقري، يكتنز إرثا شفهيا هائل الغنى، ينتقل الى العالمية. وفي ذلك إسهام لبنان في إثراء مسار الحضارة الإنسانية والذاكرة الجماعية للبشرية.عريق هذا الفن المنبري، يعود الى زمن القلاعي اللحفدي، الى حنانيا، وصولا الى شعراء اليوم وكافة الجوقات التي شاهدنا وسمعنا على الشاشة وعبر أثير الإذاعة الرسمية”.
وأكد أن “الشعراء المبدعون هؤلاء، تركوا لنا إرثا جماليا آسرا. أكبر الطموح ان نحافظ عليه ونعيد بثه ونشره مسجلا مكتوبا وموثقا لأجيال تأتي”.
وتابع “فخورون بهذا الإرث، فخورون بك وبعطاءاتك أيها الزغلول الرائع، الحاضر في الذاكرة والوجدان، وبكم جميعا يا شعراء المنبر، الراحلين والحاضرين والآتين بالتأكيد والتوق! إن استذكار كبارنا في مجالات الابداع كافة، تنشيط للذاكرة وتواصل بين الأجيال الراحلة والآتية. فإبداع الحياة مسار متواصل لا ينقطع، وخزائن المعرفة والجمالات واجب ألا تتحنط كنوزها، ففيها عطاءات وحوافز لدفق نهر الحياة”.
ورأى ان “هذه ليلة لكبير المنبر الشعري، جوزيف الهاشم (زغلول الدامور)، له منا التقدير والوفاء، ولإرث جوقته التي أطلقها في العام 1944، وللحفلات التي أحيت في مناطق لبنان ومحافل الاغتراب اللبناني، والتحية لكل شعراء الزجل، الغائبين والحاضرين، من شحرور الوادي إلى علي الحاج وزين شعيب وخليل روكز وأسعد سعيد وجريس البستاني وجورج بو أنطوان وسواهم وسواهم. كل التحية لإدارة الجامعة الحديثة، محتضنة ومنظمة هذا اللقاء، بالتعاون مع نقابة شعراء الزجل في لبنان. كل التقدير لعائلة الهاشم. أيها الزغلول الرائع، قصائدك في الوجدان والذاكرة، ولا ننسى تلك اللحظة، ذات مساء من العام 1971، في قلعة بيت مري، وكانت المبارزة الكبرى مع الشاعر موسى زغيب، وكنت قد ودعت أخيك إلى المثوى قبل ساعات”.
وختم “في البال مطلع قصيدك الشعري الإنساني: “أعذريني يا حروف الابجدية”.
ختاما، أستعير من الفيلسوف الألماني نيتشيه: “وحده الفن، يجنبنا الموت من وحشة الحقيقة”.
ومن ثم قدم علامي درع الجامعة إلى الوزير داود عربون وفاء وتقدير.
نصر
<
p style=”text-align: justify;”>وكانت كلمة لنائب رئيس بلدية الدامور طوني نصر ممثلا رئيس البلدية شارل غفري فأشار الى اننا نجتمع اليوم في هذا الصرح الأكاديمي الكبير الذي فتح لنا قلوبه وأبوابه لنكرم رجلا خالدا في تاريخ لبنان، في ذاكرة الدامور حملت اسمه وسمعته بقاع الدنيا وأقاصيها، فأصبح خالدا كأرز لبنان”.
ولفت الى ان الراحل عشق الزجل كعشقه لتراب وطنه، من شماله الى جنوبه ومن ساحله الى جبله، الى بقاعه الأخضر”، موضحا اننا نعشق معاركه الزجلية التي يتلهف اليها اللبنانيون، خصوصا عشاق الزجل”، مشيرا الى انه سافر كطائر الفينيق الى بلاد العالمن حيث استقبل بحفاوة كبيرة من المغتربين التواقين الى نسمة من حضارة لبنان، ومن صلبها زجله وشعره وفنونه المتنوعة”.
ورأى ان زغلول الدامور غدا على مدى نصف قرن ونيف زغلول لبنان وكل الوطن العربي”، معتبرا ان تكريمه اليوم في هذا الصرح هو تكريم لكل اللبنانيين ولبنان”.
وتخلل الحفل كلمات لكل من نقيب شعراء الزجل في لبنان الشاعر جورج ابو انطون والشاعر جريس البستاني وكلمة لعائلة الراحل وقصائد بصوت شعراء الزجل الجديد: سالم غانم والياس سركيس وشربل عاد.