كثير من الناس لا يعلم قصة احدى الرسمات الشهيرة وهي نموذج متعدد لصورة طفلة او طفل بعينين كبيرتين جدا غير متناسب حجمهما مع حجم الوجه، وهي موجودة على الكثير من مستلزمات الاطفال كالحقائب واللعب، حيث هناك العديد من اللوحات التي تشترك برسمة العيون الكبيرة.
يجسد فلم (big eyes) احدى القصص العالمية التي حدثت في ستينات القرن الماضي، ومع انه يشير الى تلك الواقعة لكنها حالة تتكرر يوميا.
مارغريت المنفصلة عن زوجها بعد ان اولدها طفلتها الوحيدة، وهي الرسامة المميزة التي جسدت ابداعها عبر نماذج مختلفة للوحة العيون الكبيرة، وهي بحسب مارغريت حكاية عنها حيث تعد العيون نافذة الروح، فمارغريت قد اصيبت بصغرها بعارض افقدها النطق والسمع وكانت عيناها نافذتها للتعرف على العالم ومرآتها لعكسه.
وفي لحظة ضيق حيث يطالب الزوج حضانة ابنته لان الام غير مستقرة وغير مؤهلة، يقفز شاب محتال او اقل ما يقال فيه مدعي، ويقدم نفسه على أنه رسام ايضا وسيكون المنقذ لوضع ماري، إذ تزوجها وعاش معها، ثم باحداث دراماتيكية يقوم بتسويق لوحاتها على انها من رسمه، وهكذا تتطور الكذبة الكبيرة وهو يسرق ابداع مارغريت ويتسلق الى الشهرة العالمية، ويصبح شخصا خطرا في معاملته لها من اجل اخفاء حقيقته واستمرارها في مده بالرسومات التي مثلت الاشهر في وقتها، بحيث كان يمنع على ابنتها ان تصل المرسم لئلا تكشف حقيقة سرقة رسومات امها.
احداث طويلة تنتهي بانتصار ارادة مارغريت عندما تنفصل عن كين وتصرح في احدى الاذاعات عن الكذبة الكبيرة التي سرقت جهدها لسنين.
في هذه الرائعة العالمية تتجلى دروس عميقة في مسار الحياة الانسانية تمثلت في موقع العين من الروح والعلاقة الجدلية بين الرؤية والرؤيا،حيث مثلت هذه العيون رمزية خاصة لتسجيل وقائع الحياة ومواقف الانسان واحساسه بها من خلال نافذة العيون، واما الحقيقة الثانية وهي القضية التي مازالت مستمرة وستستمر والمتمثلة في سرقة جهود الاخرين في ظل ظروف قاهرة، او عبر الابتزاز ، او حتى وقاحة وانعدام ضمير، فكم ممن يجلسون في مفاصل عليا من المسؤولية وهم يسرقون افكار وجهود وابداعات مرؤوسيهم ويسوقونها باسمهم كسبا لغنائمها وتوظيفا لها في غاياتهم ومصالحهم،حيث يستمر هذا العالم اللا اخلاقي بسرقة العيون الكبيرة، لكن الحقيقة تقول ان العيون الكبيرة تفضح من يريد سرقتها.