عند الحافة يموت الموت
عند الحافة لا شيء يعود
ولموت الموت دليل وشهود
يا عبد الله كف عني سناك
ياولدي روحي لا تتحمل
رائحة العود بأنفي تشتد
فأخرج من جسدي وأمشي علي قدم سليمان
لاشيء بهذا الأفق يسد طريقي
لا طير ولا إنس ولا جان
نجمي يسرح خلف النور
لكن الحشرة الخضراء تباغتني
تمشي فوق الزرع فلا أبصرها
أشعر ببرودة تحت جناحي
ورأيت الحارس من غير جسد
أشهد أن الأموات من الحراس يمدون الأحياء بألف حياة
ومشيت بجنح الليل ثلاثة أيام
والأشداق اهترأت من أكل البقل
أترقب طلعته حتي أعلم كيف أسير.
ووصلت إلي مزاره حين أناخوا العير
كان زحاما وتركتك حتي أتوضأ
ولما عدت لم أجدك يا عبد الله.
هل تذكر يا ولدي ما صار؟
يا قرة عيني هل تسمعني؟
ودنوت بوجد من شيخ الحضرة
صافحني ولم يسألني عن سر غيابي
وأصوات الإنشاد ترد علي صوابي
ثم دخلت إلي الحارس أستأذنه لأمضي
ووجدتك عند الحافة بدرا لا يمضي
تهمس في أذني أن الموت مآل الأحياء
أن الموت بكل جلاله ميت.
فأمرغ خدي في الأعتاب وأبكي
لكن شيخ الحضرة قال بما أحياني
لأعود إلي جسدي وأشعر بوجود كياني
وأترك متن الريح بشغف لحياة
وأترك متن الريح بشغف لحياة
دلال
تدلل في الغرام أيا مريدي،
وخل اللحظ يسكن في وريدي.
وإن حاكيتني رفقا بقلبي،
فقلبي متيم وغدي طريدي.
يفتش في البكور وفي المسايا،
و يهمس لي عن الظبي الشريد.
يري العينان تلمع بالتحايا،
كسهم مارق صلب عتيد.
وفوح الطيب يأسرني ولكن،
أشم أريجه فيميل عودي.
كأني في الخلاء أسير حرب،
وإن رمت الخلاص نمت قيودي.
أغار عليك من شمس النهار،
وفي قمر الليالي أري صمودي.
تدلل يا صبوح الوجه وامرح،
فقلبي مرتع فوق الحدود.
وصوت الناي يسحب دمع عيني،
يذكرني بقبس من عهودي.
سأبقي يا ملاك الروح دوما،
أود الزرع حتي تري ورودي.
أود الزرع حتي تري ورودي.
(*) اللوحة للفنانة الفلسطينية عزّة شيخ أحمد.