سيّدةَ الإلهام!
قلتِ لي غير مررّة: “لا أعتقد أنّ كاتبًا يكتب بالسّرعة الّتي تكتب بها أنت! فما سِرُّكَ!؟
– أنتٍ!
– دع المُزاح جانبًا وأجبني بجِدّ!
– إنّي جادّ جدًا ولا أمزح!
– كيف؟ إشرح لي.
– أنتِ المُلهِمة! تحضرني فكرة، صورة، جملة، رؤيا… فأستحضركِ بفرح. تتراءين في مخيَّلتي، أمام عينيّ، ملء بصيرتي، فأسكبكِ على الورقة، جميلة كصورةٍ بِكْرٍ، جديدة كاستعارة نادرة، فاتنة كالسّرّ! ولا أتأرجح. فأنا أراكِ وأسمعك وألمسُك وأشمّكِ وأذوقكِ ببساطةٍ وعفويّة. لا تأخذني صعوبة، ولا تأتأة، ولا لَجلَجة. لا أفكّر فيك، أنقلُ تأثيركِ وإيحاءك! وبما أنّك رشيقةٌ لا “زوائد” فيك من “شحْمٍ” و”دُهْنٍ” و”نوافر”… لذلك تأتي لغتي رشيقةً خاليةً من “الزوائد” الّتي تُشَوِّه وتُبَلِّد.
مُلهِمتي الحبيبة! ألّلغةُ، إمّا أن تكون رشيقة، حيّة، نابضة، جديدة، مميَّزة، أو لا تكون!
حلوتي!
لا شكّ في أنّ الكتابة لَهْوٌ بالكلمات. لَهْوٌ جميلٌ، أخّاذٌ، بالكلمات، بالتّعبير، بالأسلوب، بشكلٍ عفويٍّ متقَن! عفويّةٌ مُتقَنة!؟ نعم، وأين الغَرابة!؟
ألعفويّةُ المُتقَنةُ تنبثقُ من الذّات، ببساطة وسهولة، من دون أدنى صعوبة. كيف يحدث هذا؟ بالمِراس، بالشّغَف، بالموهبة.
سييّدة حياتي!
إنّ الأدبَ الجميلَ، الرّاقي، هو ابنُ المِراسِ والشّغَفِ والموهبة، ولا فَصْل! وأنا، إن كتبت أدبًا جميلًا وراقيًا، فلِمراسي في تَعَرُّفِكِ، ذرةً ذرّة؛ ولشَغَفي المجنوِن بكِ؛ ولموهبةٍ أنتِ فجّرتِها.
طوباكِ! طوباكِ! يا مَن وهبْتِني نِعمةَ الحبِّ، وقد تحوّلتْ نعمةَ شَغَفٍ، ما وهبني حياةً روحيّةً، ثانيةً، بها أبقى وأستمرّ!
هل تعرفين!؟ “الحقّ عليكِ!”
ألسّبت 18- 4- 2015