في الحبّ (رسائل مهرَّبة) 40

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

            كتبتُ إليك: “لا يليق بكِ إلّا السّعادة!” أجبتِني، من فورك: ” سعادتي أنكَ في حياتي! صدّقْني!”

لم أتقبل منكِ كلمة: “صدّقْني!” إذ لا يمكنُني أن أُشكِّكَ بقولٍ لكِ، مهما كان موضوعُه. فإنّني شديدُ الثّقةِ بكِ، وإلّا كنتُ لا أُحبُّك!

            نعم! أربطُ الحبَّ بالثّقة. لا يُحِبُّ الإنسانُ آخر، إلّا وهو يثق به الثِّقةَ كلَّها. ألثّقةُ تُقوّي الحبَّ فلا تُزعْزِعه! والثِّقةُ بالمحبوب، ثقةٌ بالّذات في الآن نفسِه. ألمحِبُّ  قويٌّ. ألواثقُ قويٌّ. ألحبُّ قوّة والثّقةُ قوّة. حبٌّ ولا ثقة؟ خُرافةُ حبٍّ. ثقةٌ ولا قوّة؟ ادّعاءٌ فارغ.

            وكتبتُ: “هل تعرفين ما الخطيئة؟” وأجبتُ نفسي متوجِّهًا إليكِ: “هي أن تنقضيَ هنيهةٌ ولا أحبُّكِ فيها أكثر!”

            مبالغة!؟ لا، أبدًا! أن أُحِبَّ بـ”موضوعيّة”، ليس حبًّا. ألحبُّ ذَوبُ ذاتٍ تلتهِبُ بُركانًا لا يَخمد. أن أُحبَّ بعقلانيّة، ليس حبًّا. ألحبُّ عاطفةٌ مُشتعِلةٌ مُشعِلة. أن تُحبَّ؟ هو أن تكونَ عاصفةً دائمةً، عاصفةً جميلةً وهوجاءَ. ألمُبالَغة في الحُبّ، إن كان من مبالغة، من طبيعة الحبّ.  لاحبّ من دو مبالَغة. لا حبّ من دون تَطَرُّفٍ. فإن لم يتطرّفِ الحبُّ لن يكون على طبيعته!

            سيّدتي!

            لَأنتِ سيّدةُ حياتي. حولكِ تدورُ. بكِ تتعلّق. إليكِ تهفو. إيّاكِ تقدِّسُ. ثقتي الرّاسِخةُ، أبدًا، بكِ، تمدّني، أبدًا، بقوّة الإيمان الصّادقِ والعميقِ، بأنّكِ حبّي الوحيدُ المُنقِذي من تفاهات هذي الحياة، والمُطلِقي في درب الغد الآتي مُشعًّا بكِ، مُبارَكًا منكِ، يرسمني خاشِعًا أبديًّا أمام بهائك الصّارخ!

            سيّدتي الوحيدة!

            طوباكِ! طوباكِ! كم أنتِ حبيبتي وقدّيستي ووحيدتي، إلى الأبد!

ألجمعة 17- 4- 2015

es

اترك رد