في الحبّ (رسائل مهرَّبة) 38

وحيدتي العجائبيّة!

عجائبيٌّان عطراكِ!

عطر الجسد وعطر الحنان! أمّا العطرُ الّذي به تحاولين أن تتعطّري، فالواقع أنّه هو يتعطّر بك!

لجسدكِ عطرٌ يتنزّل في نخاعي الشّوكي! يسري في أعضائي كلِّها فيُثيرُها، يُرَقِّقُها، يأخذُها في عوالم الأحلامِ، فتتجانس بانسجام، تأتلفُ، تستوحي، توحي، تحلّقُ، تنتشي، تغرق في النّشوةِ، تستغرق في النّشوة، فتنفصل عن مادّيّتها وغاياتها المادّيّة، والرّغائب.

غريبٌ، عطرُ جسدِكِ! لا يرشح عليه من حناجيرَ ثمينةٍ، جميلة، فائقة الجمال النّادر. بل هو يصدر عنه، يتقطّر منه، لا إلى زوال! هو يدوم، عطرُ جسدِكِ، يُرافِقُني ليلَ نهار، أُحسُّه ينبُع منه بحبٍّ عميق، بحَنان غامر، بإحساسٍ رهيف…

يحتلُني عطرُكِ، سيّدتي! وأحبُ احتلالَه الرّاقي. أُحِبُّه يستمرُّ، وأخشى يطير، فأُحاوِلُ إغلاقَ حواسّي عليه، ولا أختنقُ به، إنّما هو يُحييني، يسمو بي، يجعلُني في النّشوة المطلَقة الدّائمة!

أمّا حنانُكِ، فلعطرِه إحساسُ القلبِ والأحلامِ والنّوايا. يُحيطُ عطرُكِ قلبي، فهو من القلب إلى القلب. حنانُكِ يحنّ عليّ. يرفقُ بي. يشفيني ممّا بي. حنانُكِ آفاقُ الرّفْقِ والدّفء. لا حدود له. لا روابط. لا أجزاء. حنانُكِ قوتي وقوّتي؛  يلفّني بالعذوبة، بالرّأفة، بالوَلَه.

سيّدةَ الرّجاء!

عطرُ حنانِكِ يُجَرِّؤني عليكِ! فَيْضُ حنانِك يرحمُ ضَعفي، يَشفي تعبي، يُزيلُ هزالَ روحي. فأجرؤ على الالتفات إلى عذوبتِك تطفر على وجهِكِ، تطمئنّ في عينيكِ، فتنقلين ذلك كلَّه، إليّ، فأعبر الحياةَ حرًّا، فرِحًا، حالمًا، صلبَ الإرادةِ، خَلّاقًا…

وحيدتي!

لا تتعطّرين، أنتِ! أنتِ توزِّعين العطورَ، يتعطّر بها الكون…

عطرُكِ الحبُّ، الحنان!

هنيئًا لي بكِ! يا سيّدةَ الحياة!

(ألثّلاثاء 13- 4- 2015)

nbx

اترك رد