يلتقي الكاتب المصري محمد علاء الدين القراء للحديث عن رواية “الأعراف” الصادرة حديثاً عن دار هاشيت أنطوان/ نوفل، في معرض القاهرة الدولي للكتاب، الجمعة الأول من فبراير (شباط) بين الخامسة والسادسة مساء في جناح مكتبة الدار العربية للكتاب.
وتتناول “الأعراف” التي تقع في 167 صفحة من الحجم الوسط، العلاقة مع الأم والحب والبشرية في جوّ حكائي من الفانتازيا الأدبية واللغة السلسة.
تصاب الأم بالألزهايمر فتتحول يومياتها الى سرد حواديت وحكايات طريفة.
تخبر الأم وتدعى مها عبد الحكيم، ابنها، انها كانت قطة بلدية منذ اربعين عاما. تمضي في سرد العديد من القصص الغرائبية وكيف تحولت بعض الحيوانات إلى بشر وكيف صاروا يحكمون البشر الجهّل. تزعم الأم ان ابنها افشى سر هذه الحكايات وتجبره على الهرب من وجه المتحوّلين الذين لابد وأن سيفنوهما. وتذهب الرواية في رحلة عجيبة ذات نهاية غير متوقعة.
مقطع من الرواية
قالت لي أمّي، راقدةً على فراشها، إنّها كانت قطّة بلديّة منذ أربعين عاماً. نظرتْ إليّ، ونظرتُ إليها، أكمَلت أنّها تتذكّر هذا اليوم بدقّة؛ كانت نائمةً على الأريكة التي تحبّ في غرفة سيّدتها مها، استيقَظت بعد غفوةٍ قصيرة لتجد أنّ لها ساقين من سيقان البشر، وعينين تريان كثيراً جدّاً من الألوان. وقبل أن تدرك ما الذي حدث لها بالضبط، كانت مها تفتح الباب حاملةً طبقاً من الحليب.
أتذكّر كلّ شيء بوضوح، تقول أمّي. نظرَت إليها مها بمفاجأة تحوّلت إلى فزع، فتهاوى طبق الحليب من يدها متكسّراً على البلاط. سحبت الباب وأغلقته بعنف. جفلت أمّي متراجعةً من هذا الفعل العنيف، ثمّ هداها أنفها لرائحة الحليب اللذيذ. قعدت، مدّت طرف لسانها لاعقةً سطح الحليب الذي تعكّر ببعض التراب. شعرت بألم لم تعهده في ركبتيها، وتناهى لسمعها صوت تحطّم ما. ثمّ ساد صمت.
محمد علاء الدين
كاتب مصري مواليد 1979. صدرت له حتى الآن خمس روايات، وأربع مجموعات قصصية. حصل على الجائزة المركزيّة لهيئة قصور الثقافة المصريّة عن فرع الرواية في عام 2004، وعلى جائزة ساويرس عن فرع المجموعة القصصية في عام 2017. تُرجمت بعض أعماله إلى العديد من اللغات. يعيش بين القاهرة وبرلين متفرّغاً للكتابة.