غياب إدمون صعب… صاحب تاريخ صحافي عريق

edmond saab

غيب الموت  الأحد 27 يناير 2019 الصحافي إدمون صعب ، عن عمر يناهز 79 عاماً، بعد صراع مع المرض.

وُلِد إدمون صعب في العام  1940 في بلدة المعلقة، زحلة، البقاع. تلقى علومه الثانوية في الكلية الشرقية – زحلة. ترك المدرسة باكراً إلى العمل. وحصل أثناء ذلك على شهادتي البكالوريا. التحق بجامعة القديس يوسف عام 1965 لدراسة الحقوق، وانتسب إلى جريدة “النهار” في العام نفسه. فكان طالباً خلال النهار، ورئيساً لقسم التصحيح في الجريدة خلال الليل. نال إجازتين في الحقوق، فرنسية من جامعة ليون، ولبنانية من جامعة  القديس يوسف.

تولى في “النهار”، قرابة 45 سنة، مسؤوليات صحافية عدة، منها رئيس قسم الشباب والطلاب، سكرتير تحرير القسم المحلي، نائب لمدير التحرير، رئيس القسم الاقتصادي والمالي ومدير تحرير الملحق الذي يحمل هذا الاسم، فمدير تحرير النهار العربي والدولي، الذي صدر عام 1978 من باريس. أدار دار النهار لنشر الكتب عام 1985.

أسندت إليه رئاسة تحرير مجلة “المختار” من “ريدرز دايجست” من 1978 حتى 1993. عاد إلى “النهار” عام 1993 كرئيس للتحرير التنفيذي وبقي فيها حتى تقاعده آخر 2009. واظب على كتابة مقالة أسبوعية في صفحة الرأي في “النهار” قرابة 15 عاماً، بعدها انتقل الى  كتابة مقالات سياسية أسبوعية في الصفحة الأولى من جريدة “السفير”.

وزير الإعلام: قدّس الصحافة

نعى وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال ملحم الرياشي الصحافي الزميل ادمون صعب، وقال:”برحيل ادمون صعب، يخسر الاعلام اللبناني علما فذا من إعلامه، وفارسا من فرسان الصحافة المكتوبة، امتاز بالجرأة والعمق وصلابة الموقف والرأي الهادف، وكان الأستاذ الكبير في الصحف التي عمل بها وبخاصة صحيفة النهار التي رافقها حوالي 45 سنة متوليا فيها مسؤوليات أساسية، وفي المحاضرات الجامعية والمؤتمرات المتخصصة حيث نشأ بأفكاره وخبرته وعصاميته أفواجا من الإعلاميين الذين انتسبوا مهنيا الى أسلوبه ومدرسته وشكلوا علامات فارقة في المؤسسات التي عملوا بها داخل لبنان وخارجه”.

أضاف:”إدمون صعب واحد من الذين قدسوا الصحافة وآمنوا انها والحرية صنوان، لذلك قد تختلف معه بالرأي الا انه لا يمكن الا ان تحترم قلمه. يرحل ادمون صعب ونحن في غمرة العمل على تحسين أوضاع الإعلاميين بعد تعديلنا نظام نقابة المحررين لتأمين التعاضد والتعاقد والتقاعد وشيخوخة كريمة تليق بهم وبجهدهم، لكن قلب ادمون صعب توقف فيما المشروع لا يزال متوقفا في أدراج مجلس الوزراء”.

وختم:”تعازي القلبية الى أسرته الكريمة والى الإعلاميين اللبنانيين، وعزاؤنا أن أقلام الكبار كالسيوف لا تنكسر وحبر كلماتهم لا يجف”.

روجيه عازار:  فكر حرّ

نعى النائب روجيه عازار عبر حسابه على تويتر الصحافي ادمون صعب قائلا:” إدمون صعب صحافي مهني حمل قضية ورسالة طيلة خمسة عقود، أغنى صفحات الجرائد بفكره الحر غير المرتهن وأثرى الشاشات والمنابر بتحليلاته الوطنية الصافية. وداعاً إدمون صعب”.

نقابة المحررين: وطني إلى أبعد الحدود

نعت نقابة محرري الصحافة اللبنانية الزميل إدمون صعب، الذي وافته المنية بعد صراع مع المرض، فمضى الى ملاقاة ربه بعدما أتم سعيه وجاهد الجهاد الحسن، مفسحا لنفسه مكانا ومكانة بين كبار أثروا الصحافة والإعلام بعطائهم ومهنيتهم، وكانوا مدرسة، بل جامعة خرجت العديد ممن سطعوا في دنيا المهنة، وهم يدينون له بالعرفان: من “النهار” و”السفير” و”الأخبار”، والقسم العربي في مجلة “ريدر دايجست-المختار” والتعليم الجامعي في كلية الإعلام، فـ “الروابي” الزحلية، الى مئات المحاضرات والورشات. رحلة طويلة وشاقة قطعها الراحل الكبير الذي تميز بصراحته وإندفاعه ووطنيته، وقد عبر عنها بوضوح وصدق وأسلوب مباشر ينفذ الى العقول والقلوب دون إستئذان.

وقال نقيب المحررين جوزف القصيفي: “بألم كبير وحزن لا يوصف تلقى الجسم الصحافي والإعلامي نبأ غياب الزميل إدمون صعب فارس الحضور في الاستحقاقات الصعبة، وصاحب الكلمة الحرة يطلقها مدوية من دون أن يخشى أعتى السلاطين جورا. كان الأستاذ القدوة لأجيال من الصحافيين والإعلاميين، والوطني الملتزم قضايا لبنانه، والصوت الصارخ في وجه الظلم والفساد والمفسدين. وبغياب إدمون صعب تنطوي صفحة من الزمن الجميل يوم كان للصحافة دورها وألقها ودويها وإسهامها في صناعة الرأي العام.

فيا أيها الراحل الكبير، العائد لترقد الرقاد الاخير في تربة زحله، التي تستعد لإحتضان فتاها بعد طول طواف، نم قرير العين. والتعازي نسوقها باسم النقابة التي اليها انتسبت وفيها ناضلت، وباسم الزملاء الاعلاميين في لبنان وديار الإنتشار، إلى العائلة والمحبين. رحمك الله قدر ما تستحق.

مجلس بلدية زحلة- معلقة وتعنايل: مبدع في عالم الثقافة

نعى مجلس بلدية زحلة- معلقة وتعنايل، “ببالغ الألم والحزن، الصحافي الكبير الأستاذ إدمون صعب، الذي وافته المنية بعد صراع مع المرض، وهو الذي أعطى الكثير للاعلام اللبناني وأبدع في عالم الثقافة”، معتبرا انه “بغيابه تخسر الصحافة وزحلة ركنا أساسيا من أركانها”.

وأضاف في بيان النعي: “إن رئيس وأعضاء المجلس البلدي الذين آلمهم فقدان ابن زحلة الصحافي الأصيل، يرجون من الله ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويشمله بفيض مغفرته، ويتقدمون من عائلته ومحبيه وأهالي زحلة بأحر التعازي، وإليك أيها الراحل الكبير أسمى آيات الاحترام والتقدير”.

اترك رد