صلاةُ العَجائِز…!

١-بعْدَ أنْ تَعِبَتِ العجائز

من مكائِد العُمْرِ والهوان

وإنقطَعَتْ عليهنَّ الدربُ

و عَرَكَهنَّ عُهْرِ الزمان،

إستقَلْنَ من الحبِّ

دَخَلَنَ مخْدَعَهنَّ

خَلَعَنَ قِناعهنَّ

رَكَعَنَ ،صَلَّيْنَ للرَّبِّ

ورقَدْنَ على رجاءِ الإيمان…

***

٢-نِامتِ العجائز

شَخَرْنَ و حَلِمنَ

أنهنَ بِالفِعْلِ قَرّْرنَ

تَرْكَ الثرثرةِ والغَيْبَة

والإقلاعَ عَنْ زَرْعَ الشَّكِ

ونَشْرَ الخَوْفِ و الرَيْبَة،

لأنّهنَّ مَللْنَ الواجباتِ

والقِيامَ بالزِياراتِ

و حضور الجنائز …

صَمَّمنَ على الكَدَّ والجهاد

والصَوْمَ عَنْ الأحْقاد

و الكَفِّ عن صناعة الأولاد…

فَلَبِسْنَ العِفَّة بَخَفَّة

وصارت اخبارهنَّ

على كل لسانٍ و شِفَّة…!

***

٣-ولَمَّا طالَ العُمْرُ

و تَبدَّلَتِ الأحوال

و نامتِ العقاربُ والحيايا

وإخْتَفَتِ القوارضُ و السحايا،

عادتِ العجائزُ للتجوال

بَلَعْنَ رِيقَهنَّ

وتذكرّنَ ًطَعْمةَ الرجال

وأكْثَرْنَ الطَلَبَ

وألْحَحْنَ بالسؤال!

~~~~~~~~

٤-ذاتَ مرّةٍ

ذاتَ عُمْرٍ ذاتَ زمن

مَحُلَتِ مَعَهُنَّ المواسمُ

وكثُرَتْ علَيْهنَّ المِحَن…

إجْتَمَعْنَ ، فَكّرْنَ ، قَرّْرْنَ

رُحْنَ الى الديرِ

نَذَرْنَ كُلَّ المراحم

تُبْنَ ، نَدِمْنَ ،صَلَّيْنَ

رَكَعْنَ على الحَجَر

مَلَلْن اليأسَ والضجَر

و رِيَاءَ الحياةِ والْبَشَر..

رَفَعْنَ الراياتِ

لَطَمْنَ الصُّدورَ

قَطَعْنَ الطُرقاتِ

أَقَمْنَ الحواجِز

أقْفَلْنَ الأبواب

وكُلَّ المنافِذ …

وبَعْدْ كَثيرِ العناء

وقِلَّةِ الحياء

أرْسَلَتْ لَهُنَّ الأحوال

عَجوزاً شَبيهَ الرجال…!

أَوْقَفْنَهُ ، إسْتَسْلَم

نظرَ حَوْلَه، تَلَعْثَم

بكى،صرخَ ، شَهَقَ

صَهَلَ ، صاحَ ، نَهقَ

تَطَلّعَ ، تفَرّسَ بالوجوه

إكْتَشَفَ قباحةَ المكروه

تبصَّرَ أَكْثَر ، حَدَّقَ

إسْتَعْوَذَ ، فرَكَ عَيْنَيْه

لَعَنَ حَظَّه، قَطَّبَ حاجبيْه

تَطَلَّعَ الى فَوْقَ

نظَرَ الى أَسْفَل

تساءل، ” ماذا فَعَل؟”

حتى يلقى هذا ألمصير

ويُعاني هذا التعتير!!؟؟

***

٥-أغمضَ الضحيّةُ عينيْهِ،

قَالَ فِعْل الندامة

إسْتَحَقَّ اللحظة

كمَشَ قَلْبَه

ضَبَطَ لِسانَه

تماسكَ ، تَجَرّأً

على قولِ الحقيقة

وَلَوْ بقي من العُمْر دقيقة…!

أطْرَقَ ،حكَّ رأسه،

صَفَنَ ،فقدَ عقلَه

تفرَّسَ ب( الصبايا)

بطلات (هاري بوتر)

كما تروي الحكاية..

كَفَرَ بالحظِّ و النصيب

صرخَ، باَلغَ في النحيب

تمسّكَ بالأرض، تَمَتْرَس

تطلَّعَ بالوجوه ، تَفَرّس

ما رأى أمامه غَيْرَ الحطب

صُدِمَ، إسْتَعْجَبَ العَجَب

تماسَكَ، سألَ ربَّه :

يا خالقي ،

لماذا كلُّ هذا العذاب

ألا يكفيني ظُلْمُ الجوعُ

والزَحْفُ والركوع

والإدمانُ على الشراب!!؟

قُلْ لي يا رَبِّي ، هاتِ الجواب

كيفَ أستبدِلُ الهَلْيون

بيباسِ السيكون؟؟؟

و كيفَ أتَقبَّلُ الجَرَزون

بعدَ براعِمِ الطربونً ؟؟!

***

٦-رجَوْتُك ربّي

أزِحْ العجائزَ من دربي

وإرمِها في نارِ المواقِد

ورَمِّدْها في المراقِد…!

***

رجَوْتُك ،

أوْقفتُ لَكَ عقلي و قلبي

حَلَّفتُكًَ ببقايا حُبِّي

إحْتَرِسْ من شَرِّ هذا( الحطب)

الباعثِ للدَخْنَة

والمُطْفئ كُلِّ لَهَب

حَطِّمْه ،رمِّدْهُ ،

وإلقِهِ بنارِ جَهَنَّم

وانتَ بما خلقتَ

أدرى وأعْلَم…

ولَك مني كلّ يومٍ

أحلا صلاة

وأَطْهَرُ ما قاله مؤمنٌ وعَظَّم…!

5048

اترك رد