يداك

يداكَ كيانٌ بِذاتــهِ قائمٌ،

له السُلطــةُ والنفوذ

فوقَ كلِّ أنحائــي

كحُكْمِ الأغلبيـة.

***

يداكَ تَـأهُّبٌ دائمٌ،

كأنـَّـــهُ تَوقٌ مشحوذْ

لاستكشافِ أرجائي

بسِحرِ العبقريــة.

***

يداكَ فَيْلقٌ قادِمٌ

بلا سلاحٍ ولا دُروع

لتَوحيدِ أجزائــي

بالدِقّــــة العسكريــة.

***

يَداكَ أطلسٌ مُعَـبَّـأْ،

يَضمُّ كُلَّ خرائطـي،

فيه أكوادُ الـمَتاهةِ

الـمُوصِلَــةِ إلى

كنـزي الـمُخَـبَّأْ.

***

يداكَ موسوعةٌ ثَقِـفَة،

تتدفَّقُ منها الأفكار،

كُلَّما حاوَرَتاني

أكتسبُ لغةً ومهارة،

أنتشي بالمعرفَة.

***

يداكَ جَناحانِ جامِـحان،

عندما يخفقانِ إليَّ

يَـنْـثُرانِ عبقَ حُريــة،

فينعَدمُ وزني،

أُحلِّقُ في فَلَكِ الغبطـة.

يداك تُعطِّلان الجاذبــيـة.

***

يداكَ مفتاحٌ حاسِمٌ

صُبَّ من ذهبِ الرغبة

ليَعْـبُرَ أقفالاً عصيَّــة،

تَكمُن وراءَها أسرارُ الكونْ.

***

يداكَ رياحٌ عَـتِــيَّــة

تَقتَلع جذورَ الأمانْ،

كُلَّما هبَّت عليَّ

تُضمِّخُني بالعطرِ واللَّونْ،

تُـنيرُ لَيلي بِـبُركانْ،

تُحطِّم هياكلَ الـخَفَر

فتَجترحُ في الجسد قيامة،

تُخلِّصُه من بؤسِ البشر

ويُبصِرُ من الخلودِ علامـة.

***

تَـمُـرُّ يداكَ على جُغرافيَتي

فـيُهزَمُ التاريخُ،

يُصفَعُ الزمنُ

أسترجعُ صِبايَ.

***

كُلَّما لَمستْني يداكَ،

يَنهضُ فيَّ عنفوانْ

يـَمتطي خَيلاً بَــرّيــة،

يُقْدِمُ… يَجرُؤُ،

يَهجمُ… يَدْرَأُ،

يُنصَرُ… يَهدأُ،

يَجمعُ أوصالَ الكيانْ،

يَسترجعُ الإسمَ والهويــة.

***

ليستْ يداكَ لِساحرٍ

يُجيدُ الخِفَّةَ،

يُشعوِذُ التأثير

ويَخلقُ الوَهْمْ،

فِعْلُ يدَيكَ

مُوَثَّقٌ في وجودي

كالوَشْمْ،

ومُبَرهَنٌ في طبيعتي

كالعِلْمْ!

*****

(*) من ديوان “اعترافات جامحة”، دار سائر المشرق، 2015.

 

pngtree1

اترك رد