لِكُلِّ شَعْبٍ جُذورٌ منْ مديً رَحِب
بِالفِكْرِ والشِّعْرِ والأمْجادِ في الكُتُب
***
خَلْفَ الصَّحاري تُراثٌ يُسْتَنارُ بِه
وفي الإماراتِ تاريخٌ منَ الذَّهَب
***
مِنْ زَايدِ البِّرِّ والإحْسانِ في بَلَدٍ
رَامَ المَكارِمَ منْ أنْسامِ نَهْجِ نَبي
***
هُوَ الزَّمانُ، وللْبُرْهانِ مُخْتَمَرٌ
نُورٌ يُشِعُّ، بِلُطْفِ الرُّوحِ والرُّتَب
***
منْ يَزْرَعِ العِزَّ والعِرْفانَ في زَمَنٍ
تَظَلُّ قِبْلَتُهُ فَوَّاحَةَ الطَّيَب
***
خَليفَةَ الجودِ والإكْرامِ.. مُلْهِمَنا
إزْدانَ مَجْدُكَ حَتَّي باتَ في الشُّهُب
***
فَما التَّماهي بِسيْفِ الحَقِّ مَكْرُمَةً
بلْ حِكْمَةُ اللهِ أثْراها علي النُّخَب
***
فأَنْتَ للْناسِ نِبْراسًا بِضَوْءِ هُديً
تَهْمي سَحابًا منَ المَأْمولِ والأرَب
***
تَحْنو عَلي الكلِّ نَهْرًا ماءُهُ عَبَقٌ
تُدَرِّجُ المَوْجَ قَبلَ السُّؤْلِ والطَّلَب
***
إنَّا نَري العِلْمَ في أبْهي مَظاهِرِه
يُصَوِّبُ المُبْتَغي.. يَنْهَلُّ كالسُّحُب
***
فالقَاسِمِي، ما طَوَتْ أَمْواجَهُ سُفُنٌ
عِنْدَ الشَّدائِدِ لَمْ يَخْضَعْ لِمُغْتَصِب
***
وَجْهَ الثَّقافَةِ.. سُلْطانًا بِشارِقَةٍ
تَمْتَدُّ بِالضَّادِ أنْسابًا عَلي نَسَب
***
هي الإماراتُ، تَقْويمٌ لِذي عِوَجٍ
فيها مَزايا النُّهي والودِّ والهَيَب
***
أَهْلَ المَكارِمِ، باتَ الخَيْرُ هَمَّكُمُ
شَعْبٌ لَهُ يَسْجُدُ التاريخُ في الحِقَب
***
وشَغَفٌ بالقُدْسِ
شَغَفٌ بالقَلْبِ أُعاهِدُهُ
بأَديمِ الأرْضِ مَعابِدُه
***
في القُدْسِ مَدينَةُ أجْدادي
قَسَمٌ بالأرْضِ نُواعِدُه
***
شَرِبَتْ غَيْماتُكَ منْ خَفَقي
منْ نَبْعٍ أوْحي وَاجِدُه
***
بِالخَيْرِ أنارَ عَقائِدَنا
وبُدورُ الحقِّ عَقائِدُه
***
أَمْجادُكِ لَسْنا نَنْساها
ابْنُ الخَطاَّبِ نُعَاضِدُه
***
حَسِبوا أَنَّ الأسْوارَ هَوَتْ
والبُعْدُ حَزينًا وَاصِدُه
***
تَجْري بِدمائي أهْواءٌ
والبَيْتُ تَطيبُ مَقاصِدُه
***
وَرْداتُ الدَّار وَزَنْبَقُها
وحُقولُ الغَارِ مَراقِدُه
***
صَلَّيتُ، وباسْمكِ يا قُدْسي
أبدًا لِلَّهِ مَناشِدُه
الأقْصي قِبْلَةُ أنْظاري
والشَّوْقُ إليكِ نُكابِدُه
***
قَدْ لَوَّنَ نَبْضًا في كَبِدي
والفَخْرُ بِمَجْدٍ حَاصِدُه
***
أُمِّي وأبي.. وجَبينُ أخي
ومرامُ العُمْرِ مَصَاعِدُه
***
لَمَعَتْ في سَيْفي أَنْجامٌ
بالعِزِّ تَذودُ مَحامِدُه
***
لَنْ أخْضَعَ.. ولْيَدْمَ جُرْحي
في وَجْهِ الفَجْرِ جَلامِدُه
***
لَمْ أرْكَعَ يَومًا.. لَنْ أَخْشي
مَوتًا بِالحَقِّ أُعاهِدُه
***
مِنْ حَيْفا.. منْ أرْضِ الفادي
تَهْويدٌ أَسْوَدُ رائِدُه
***
فَأنا أوْصالي في قُدْسٍ
عَهْدٌ تَرْويهِ قَصائِدُه
***
مَهْما ظَلَموا.. مَهْما هَدَموا
القُدْسُ – وَرَبِّي – شَاهِدُه
***
(*) قصيدتان ألقيتا في الأمسية الشعرية الثانية لمهرجان ناصر جبران الشعري ضمن المؤتمر العام السابع والعشرين للاتحاد العام للأدباء و الكتاب العرب الذي عقد في أبوظبي.