للشّاعر المغربي ( الكاتب باللغة الفرنسية) نجيب بنداود
هذه مقتطفات وشذرات منتقاة من قصيدة مطوّلة تحمل عنوان : ( المقعد الأبيض) لنجيب بنداود وهو شاعر مغربي يكتب باللغة الفرنسية، من مواليد مدينة تطوان (شمال المغرب) أنهى دراسته العليا في العلوم النّفسيّة بجامعة تولوز ( فرنسا). يعمل حالياً مدرّساً وباحثاً في علوم التّربية بدار المعلّمين العليا بتطوان ،وهوعضو مؤسّس فى هيئة مجلة ” آفاق مغربية” الصّادرة عن جامعة تولوز، وعضو مؤسّس فى هيئة مجلة ” وليلي” (مكناس)،وعضو مؤسّس لمجلة ” علامات” الرباط (المغرب) .
من أعماله الإبداعية ومجموعاته الشعرية : -“حنان”،-“نهدان مضنيان”،- “شواطئ جسد” ،- “ظلّ ظلك”،-“صمت أزرق “،-“ريح بيضاء” وسواها من الأعمال الأدبية، والشعرية، والنقدية، والدراسية الأخرى ،يتميّز شعره بالرقّة، والسلاسة، والخصوبة، والعذوبة، وتطبعه مسحة من الحزن، والأسى، و الإحساس العارم بمفارقات الحياة ومجرياتها، كما يحفل شعرُه باشارات عميقة إلى نفسية المرأة ،وأحاسيسها،وعواطفها ، ومشاعرها،وقلقها، وتوجّساتها، وتطلعاتها ، وطموحها، ومعاناتها، والدفاع عن بنات جنسها،ويتمتع الشاعر نجيب بنداود بمقدرة هائلة فى الغوص فى عوالم الأنثى العاشقة، الحالمة، المتيّمة، الولهانة مظهراً ومخبراً ، كما يطفح شعره بتوريات لغوية عميقة الغور،واستعارات بلاغية وجمالية رائعة، ومجازات بديعية مواراة، تتسابق، وتتلاحق، وتتفتق، وتتدفق معاني شعره ومبانيه على ثبج نصوصه الموفية الرّقيقة المُفعمة بأرقّ وأرقى المشاعر المُرهفة، وأبهى وأعمق الأحاسيس المُترفة التي تنمّ عن شاعرية وقّادة ناضجة تنبع فى رفق من أعمق أعاميق وجدان الشاعر وأحشائه،وتتألق وتزدان فى شموخ فى هندام شعري قشيب فى لغة موليير، وفولتير، وفلوبير ، وراسّين،وبودلير.. كأنها عصارة شَهْدٍ مُصفّىَ.. وديباجة بيَانٍ حُلوٍ مُقفّىَ .
إنه يقول :
فى مقعديّ الأبيض
غريبةٌ جلستْ
بجانبي وقد هدّها الحُزنُ
همستْ لي فى لُطفٍ
بابتسامةٍ حُلوة
ثم ذهبتْ لحَالِ سَبيلها
تقتفي آثارَ مَصِيرها
وأنا مازلتُ منهمكاً فى حُلمي
وحيداً فريداً أنتظر
مع مقعدي الأسود
وابتسامتي الملائكية
*****
وفى اليوم التّالي
على نفس المقعد الأزرق
إمرأة أخرى غريبة
مرّتْ غيرَ بعيدةٍ عن صَرخاتي
أهدتني زهرتها البّاسمَة
وضَحكتَها السّاحرة المُعطّرَة
وبعضَ الحكايات التي عانيتُها
قدّمتْ لي حياتَها وانصرفتْ
مضتْ لحال سبيلها
فى جَذَلٍ وعُذوبة
*****
غريبةٌ أخرىَ
تقتفي آثارَ مَصِيرها
الذي ليس هو قدَري
تُظهِر ألمي
وعذاباتي خلال هذه الرّحلة
هكذا حدثت الواحدة تلو الأخرى
مع غريباتي ومضيفاتي
مع الولائم والكلمات
مع الأغاني والسُّحُب
مع الريّاح واليَبَاب
فى صَمْتٍ رائع
من مقعدي الغاضب
من تقنيتي المتناقضة
ومع ذلك لا أكِلُّ ولا أتعب .
***
(*)كاتب، وباحث، ومترجم من المغرب، عضو الأكاديمية الإسبانية- الأمريكية للآداب والعلوم – بوغوتا – كولومبيا.
الأستاذ الموقر Mohamed Khattabi جزيل الشكر و خالص عبارات المودة و الامتنان. احتراماتي لكل المساهمين بالمجلة