لا أزال أبتكر الأحلامَ! (رسائل مهرَّبة) 35
وحيدتي!
ننزوي، ليلًا. باتت السّيارة تفهم وجدنا، وتُشفِق علينا، فتتهادى بنا وحيدَين يحلمان. وتعرف كيف تتوقّف، وأين. فهي أصبحت صديقة نجمة غامزة، تسكن فوقنا بلهفة علينا، وشهوةٍ تتفجّر فينا، وسعادةٍ تتمنّاها لنا.
ونحن؟
أنظر إليكِ بشراسة لطيفة، وعذوبة عنيفة، فأراك تُمشّطين أخيلة تنبُع منّا، نرى فيها أشواقنا وقد أينعت، فنشعر بنشوتنا وقد تمّت قبل نتعانق، ونتدفّق فائضَين حبًّا وصدقًا وإخلاصًا ووفاء وقداسة.
وننهلُ. ننهل من كِلَينا. ونشعر بماء الحياة تُسَقسِق في جهازنا العصبيّ، فنُحِسُّ، كلَ لحظة، بنشوة جديدة بها نتألّق، نُحَلِّقُ، وتُخصِبُ نفسَها الرّغبةُ، وتشتدّ بنا الحاجةُ الرّهيبةُ، فتتّحدان ومعًا تَسْريان فينا سَرَيان الرّوحِ في الأجساد، تُعَرِّشُ الّلذائذُ، تتجدّد التَّرَدُّداتُ، نُدرِك أنّ زلزالًا جميلًا حصل، ننسى المادّة، نتحوّل روحًا تغمر روحًا، تتّحدان، مُنسجمتَين، مُتناغِمتَين، نتحوّل نورًا أكثرَ شُفوفيّةً من روحٍ قُدْسيّة.
وتهمسين: “تسحب روحي بقـبلاتك! كم أنت حنون! هنيئًا لي!”
أجيب بالنّبرة الرّوحيّة الخَفيضة المُثيرةِ نفسِها: “هذا لكوني أُقبِّلُ، لا بشفتيّ أو بالّلسان، إنّما بعذوبة الرّوح! لا يليق بكِ إلّا هذا، يا نِعمتي!”
ويغدر الوقتُ! ألوقتُ الُمُمْتِع دائمًا يغدر!
فنعود مَسكونَين صَفاءً، نقاءً، سلامًا، أحلامًا، ونبدأ ننتظرُ الّليلَ التّالي…
(ألسّبت 11- 4- 2015)
مرتبط