في الحبّ (رسائل مهرَّبة) 34

هل تعرفين، يا وحيدتي!؟

– هل صدفَ أن تساءلتِ لماذا أحبّكِ!؟ وهل توصّلْتِ إلى الجواب؟

      – نعم! كثيرًا ما تساءلْتُ وأتساءل! لكنّي لم أهتد إلى الجواب، إنّما إلى أجوبة.

     – منها؟

    – منها، مثلًا، أنّكَ وجدت فيّ ما وجدتُه فيك من مثال. كلانا بحث عن كماله، فوجده في شريكه.

    – وهل يتحقّق المثال؟

   – أنتَ تعرفُ أن لا! لكن نحاول. نصلُ إلى أقرب ما يُمكن من المثال. وقد ذكرتَ، أنتَ، بعضَ ميزاتي مثل العذوبة، الحنان، الّلطف، الطّهارة، الصّدق، الوفاء… ولم تذكر الجمال!

  – حزنتِ؟

 – لا! لقد أفهمتَني أنّكَ لا تتغنّى بالفاني!

 – لكنّ النّساءَ يُحببن الجمال!

 – أنا لستُ “النّساء”، أنا وحيدتُك!

 – الوحيدة! أنتِ وحيدتي!        

    – وأنتَ وحيدي! وقد علّمْتَني أنْ لا شراكة في الحبّ، وإلّا حدثتِ الخيانة، وما نحن بخائنَين!

 – لهذا نحن حبيبا اللهِ أيضًا. ومَن كان اللهُ حبيبَه، كان تجسيدًا للنّقاوة والصّدق والشُّفوفيّة! رديفًا للنّور! ولهذا نحن لا نسقط في الخطيئة. ألحبُّ يُبعِدُنا عن الخطيئة. وما الخطيئة؟ ألخطيئةُ نقصٌ في الحبّ! ولن نقعَ في النّقصان!

(ألخميس 9- 4-  2015)

146333

      

اترك رد