بقيت في حنين دائم الى بغداد وبيروت

رحيل أميرة القصّة العربيّة ديزي الأمير

يرحل الأدباء العرب عن دنيا الثقافة والفن والابداع بصمت وتواضع. هكذا رحلت الأديبة و القاصة العراقية “ديزي الأمير” ( في 22 تشرين الثاني 2018 ) في هيوستن بالولايات المتحدة الاميركية بعد معاناة مع المرض ابعدها عن كتابة القصة القصيرة ، حيث ابدعت في هذا المجال الأدبي الراقي.

كانت ديزي الأمير تعيش مع عائلتها في الولايات المتحدة منذ سنوات، بعيدة عن بغداد و أجواء بلاد ما بين النهرين العابقة بالشعر و الأدب، و بعيدة عن بيروت عاصمة الثقافة، كما كانت تسميها. لكنها بقيت في حنين دائم الى بغداد و بيروت حيث عاشت لسنوات طويلة،قبل اندلاع الحرب المشؤومة .

تخرجت ديزي الأمير من دار المعلمين العليا في جامعة بغداد ونالت اجازة في اللغة العربية و آدابها،و مارست بعدها التدريس حيث أًلهمت الكثيرات من طالباتها وحفّزتهنّ لتطوير ادائهن الأدبي و الشعري و الثقافي.

سافرت الى بريطانيا و التحقت بجامعة كامبردج حيث دَرست الأدب الأنكليزي .لكن الحنين الى بغداد و بلاد العرب كان أقوى. أصدرت في العام 1964 مجموعتها القصصية الأولى عن “دار الآداب ” في بيروت تحت عنوان “البلد البعيد الذي تحب” .

عندما استقرت في بيروت آوائل الستينات كانت النهضة العربية الفكرية و الأدبية في أوجّها.

وقد ساهمت ديزي الأمير في هذه النهضة عبر نشاطاتها الأدبية و مؤلفاتها في مجال القصة القصيرة، ومن خلال ترؤسها المركز الثقافي العراقي في بيروت.

وُلدت ديزي الأمير عام 1926 في الاسكندرية بمصر في عائلة يسودها الجو الأدبي ، و كان من أعلامها الأديب فؤاد صرّوف. وانتقلت الى العراق و ترعرعت في بغداد و كان الأدب عالمها المفضّل، حيث أقامت علاقات أدبية مع عدد من شعراء و ادباء و كتّاب العراق، وجمعتها صداقة حميمة مع الشاعرة العراقية نازك الملائكة .

لديزي الأمير عدّة مؤلفات في القصة القصيرة أبرزها : “ثم تعود الموجة” عام 1969″ والبيت العربي السعيد” عام 1975 الذي أثار ضجةً ايجابية في العالم العربي، و “في دوامة الحب و الكراهية” عام 1979 و” وعود للبيع” عام 1981 و”على لائحة الأنتظار”عام 1988

و “جراحة لتجميل الزمن”عام 1996.

وقد تمّت ترجمة العديد من نشاط ديزي الأمير الأدبي الى لغات عدّة. وتعتبر القصّة القصيرة للأديبة العراقيّة نموذجا للتراث الحديث، وهي تدرّس في عدد من البرامج الجامعيّة التي تعنى بالتراث العربي المعاصر.

اترك رد