ولا أزال أبتكر الأحلام (رسائل مهرّبة)31

  

أحببنا كثيرًا. وعميقًا. وقويًّا. وخصْبًا. وتحاورنا. وغضبنا. واختلفنا. وافترقنا. وتسامحنا. وتغافرنا. وتجدّدنا.

وها نحن نختلف من جديد.

تقول هي: أحبّكَ “قدّ” البحر. أقول: أحبكِ “قدّ” السّما”. تقول: ألبحر أكبر. أوسع. أعمق. أقول: ألبحر غدّار. ألسّماءُ أكبر. أوسع. أعمق. تقولُ… أقولُ…

اختلفنا: مَن يحبّ حبيبَه أكثر!؟

ومن جديد، تعاند. أُعاند. تخرس، أخرس. تمانع. أُمانع. لا تهاتف. لا أُهاتف. تُقفِل خلويَّها. أقْفِل خلويّي. لا يصدف أن تجتازَ حيَنا. لا يصدفُ أن أجتاز حَيَّها. وإن هي اجتازت، حوّلت وجهَها عنّا. وإن أنا اجتزتُ حَيَها، حوّلتُ وجهيَ عنها. مراهِقانِ مبتدئان!

أتذكّر ذاكَ الزّمنَ البَهيَّ، الجميل! كيف كنّا، فحوّلْناه زمنًا منّا إلينا. ظننّا أنّنا، نحنُ مَن يحوِلَه كيف شاء. ومَن يستنفدُه كما شاء. ومَن “يبنيه” كيف شاء!

يُبْنى، الزّمَنُ، نعم! نحن مَن يبنيه . نبنيه برموشِ العينين. بحبّة القلب ونبْضِه. بالإيمانِ ، بالثّقة، بالإرادة، بالحبّ، وبالأحلام نبني ونُعلي بالعزم، بالطّموح، بالرّغبة، بالّلهفة المشتاقة!

ونعاود: – أنا أُحبُّكَ أكثر…

– لا! أنا اكثر…

يُسدَلُ السِّتارُ: كلانا أكثر!

ونُطفئ شوقَنا والرّغائب… وما إن يحصُل، حتّى نعود إلى الاحتراق الجميل!

حبيبتي!

مَن يُحبُّ وحيدَه أكثر!؟

(ألأربعاء 1- 4- 2015)

اترك رد