عَكَّازِيَّات (٢)..!!

من دُروسِ الأيَّامِ..!!

           

تَعَلَّمْتُ مُؤَخَّراً ، من معارِجِ الزَمنِ و تَقلُّباتِ الأَيَّام ، أَنْ لا أَتَسَرَّعَ بإطْلاقِ الأحكام ِ ، وألّاَ أتَهَوَّرَ بإغْداقِ الأوصافِ على منْ ليسَ مُسْتَحِقَّها ، أوْ إحْلالِ الوَضيعِ مَرْتبَةً غَيْرَ مُؤَهَّلٍ لها بالأَصل..!

وتَعَلَّمْتُ في مدرسةِ العُمْرِ ، قانونَيْن :

١-أنْ لا تُبادِرَ لِتُقَديمِ {النَّصيحةِ} لأحَدٍ ، إِنٔ لمْ يَطْلُبْها مِنْكَ بِرَجاء… فهذا إعْتداءٌ على وَقْفِيَّةِ كرامَتِهِ ؛ وَكُلٌ يرى نَفْسَهُ قابِضاً حَصْرِيّاً على المَعرِفَة ..!

٢-و لا أَنْ تَتَبَرَّعَ و تُقَدِّمُ مَمْلَحَةَ {المِلْحَ} لأحَدٍ ،إنْ لمْ يَسْأَلْكَ عَنْهُ بِعَناء..!

فهذا مُخالِفٌ لآدابٍ المائدة ؛ وكُلُ يَعْرِفُ طَعْمَ فَمِهِ.!

وإِنْ أنسَ لَنْ أنسى ، قولَ {عتيقِ كسروان }..”إنَّ كَثْرةَ الواجبِ تُقَلِّلُ القيمَةَ..”.

فَهلّاَ إِتَعَظْنا منٔ سُرْعَتِنا و تَسَرُّعِنا…!!!؟؟؟

إمّا أنا فَلا…لا..لا..!!! لا تُعَلِّمني الأيامُ ولنْ تُبَدّلنيَ الأزمان…!!! وسأَظَلّ دافِعاً لِلْكِلْفَةِ…مَنْذوراً لِخَطأ الأبيض…ومُرْتَكِباً لخطيئةٍ بَريئَةٍ… والدَهرُ قاسٍ غَيْرُ سَمَّاح.. لكنَّ الكَتِفَ عريضٌ ، والقلبُ حديدٌ ، والرأسُ عَنيدٌ..!!

اترك رد