وحيدتي!
كيف يُعقَلُ ألّا تُحسَدي!؟
فالنّساءُ يحسدنكِ، بدايةً، لجمالك الخارق، الاستثنائيّ: طلّةً وقامة، عينين وجبينًا، شفتين وخدّين… يَحسدْنِكِ لكلِّك… فكلُّكِ رائعةٌ وأيّ عيبٍ، مهما كان بسيطًا، يبقَ بعيدًا منكِ، ومهما كان لطيفًا، لن يصدر عنكِ. أنتِ المرأةُ الكاملةُ: شكلًا وجوهرًا!
والنّساءُ يَحسدْنَكِ، تاليًا، لأنوثتِكِ الفيّاضةِ نِعَمًا وقِيَمًا، شهواتٍ ورغبات.
كيف يكون هذا!؟
بل كيف لا يكون!؟
من نِعَمِك الضّوء والألوان والأشجار والثّمرُ، من نعَمِكِ الغَمْرُ والهواءُ والفضاءُ والمدى…
من قِيَمِكِ الطُهْرُ والنّقاءُ والكرامةُ والحرّيّة، من قِيَمِكِ الصّفاءُ والعِزّةُ والعنفوانُ والشُّفوفيّة…
مَن، غيركِ، يملك النّارَ والماءَ، والحَرَ والثّلجَ، والمادّةَ والرّوحَ، والشّهوةَ والعَفاف، والرّغبةَ والتّخَلّي،… ولا يتغلّب عنصرٌ على آخر!؟
عَفْوَكِ، وحيدتي! كيف أسمح لنفسي بأن أؤكّد ما يعرفُه الجميعُ، وتعرفُه النّساءُ، خصوصًا، وهو موضوعُ حسدِهِنّ!؟
والرِّجالُ، هم أيضًا، يحسدونكِ! وعليكِ يتحاسَدون! مَن يتقرّب منكِ أكثر، يؤكَل حسدًا، ومَن تنظرين إليه كذلك، ومَن إليه تتحدّثين، ومَن تُحاورين، ومَن تصافحين… يؤكَل حسدًا!
يا أنتِ! وحيدتي الكليّةُ القُدرة، المملوءةُ نِعَمًا وبركاتٍ، تحنّني عليّ، أنا العاجز أمام سِحرِكِ، من أن أرتفعَ إليكِ، وساعديني كي أبقى في مرمى قلبِكِ والعينين! هي نعمةٌ أتمنّاها، فلا تبخلي بها عليّ، أنا المُوَحِّدَكِ إلى الأبد!
وحيدتي! إجعليني محسودًا!
( ألاثنين 30-3- 2015)