ولد تشايكوفسكي في 7 مايو عام 1840 في مدينة فوتكينسك بروسيا، التحق بمدرسة القانون في سانت بطرسبرغ 1855 م، ثمّ اتّجه إلى دراسة الموسيقى في معهد الموسيقى بسانت بطرسبرغ من عام 1862 إلى 1866 م. ينتمي تشايكوفسكي إلى العصر الرّومانسيّ. وتتضمّن مؤلّفاته سيمفونيات ومؤلفات للأوبرا والباليه وموسيقى الآلات وموسيقى الحجرة (الصّحاب) والأغنيات. وتشمل أعماله موسيقى الباليه منها: بحيرة البجع، والحسناء النّائمة، وكسّارة البندق. كما ألّف كونشرتو للبيانو وأوبرا يوجين اونيجِن. امتهن الموسيقى ضدّ رغبة أسرته.وكانت بدايته الجدّية في التّأليف حوالي عام 1866. فارق تشايكوفسكي الحياة في 6 نوفمبر عام 1893 بمدينة سان بيترسبورغ بروسيا.
نظـرة إنطباعيّـة عـن السّمفونيّـة الخامسـة
عندما امتلك تشايكوفسكي بيتًا للسّكنى في فرولوفسكوي في الرّيف عام 1888غمره الفرح لموقع البيت في أحضان الطّبيعة، ولحسن المنظر العام المحيط به ،وخاصة الحديقة وما يغمرها من أشجار، ويزينها من أزهار، ويومها كتب لأحد أصدقائه:
عندما أبلغ الشّيخوخة في هذا البيت الجديد، وأكون على نهاية التّأليف الموسيقيّ سأكرّس جلّ وقتي للعناية بالزّهور، ولكنّه لم يكبرالى تلك العمر الذي كان يحلم به،.وفرح تشايكوفسكي بالبيت الجديد لم يسعفه، فقد بدأ نشاطه في التّأليف يضعف رويدًا رويدًا حتّى كتب لأخيه أشعر أَنّني استُنْفِذت فلا أفكار ولا صور لأميل إلى البحث عنها .
ثمّ كتب لصديقته التي أحبّها، ولم يرها في حياته سوى مرّة واحدة، وهي نانديزدا فون مك : كم أريد أن أثبت ليس للآخرين فحسب بل لي قبلهم أنّني لا أزال أمتلك القدرة على التأليف، لذا أريد أن اكتب سيمفونيّة جديدة رغم صعوبة البدء بها.
ثّم كتب إليها ثانية: لقد تغلبت على صعوبة البدء، وها أنا أوشك على انجازها، ورغم ذلك فإنّني من وجهة صحيّة لا أشعر أنّني على ما يرام.
وعندما أنجزها أهداها إلى قائد الفرقة السّيمفونيّة الهارمونيّة في هامبورغ بألمانيا.ومن قبل كان تشايكوفسكي قد قادم بقيادة فرقة بطرسبورج الموسيقيّة، وقد تفبّلها الجمهور بينما النّقّاد قد تحفّظوا حتّى أيقن تشايكوفسكي بفشلها .
وفي مناسبة عزفها مرّة ثانية في ألمانيا غيّر تشايكوفسكي رأيه لمّا رأى حسن استقبال الجمهور لها بحفاوة كعمل مدهش رائع.
إنّ البداية الهادئة ذات الطّابع الوجدانيّ في هذه السّيمفونيّة واصل طريقه كخطّ بيانيّ من بدايتها إلى نهايتها. ويدور موضوعها حول مصير الإنسان كلعبة بيد القدر، وقد خلصت إلى هذا الحكم من خلال تحليل النّقّاد والدّارسين لما تحويه هذه السيمفونيّة من مضامين، وما قامت به الآلات الموسيقيّة من أدوار، لغرض الدّخول في تفاصيل مشاعر أعماق النّفس البشريّة.
وما أقدمه من انطباع في هذه العجالة هو خلاصة آراء النّقّاد، وذوق ذاتيّ سماعيّ، وتكون نهاية السّيمفونيّة كبدايتها بحركة سريعة نشطة تزفّ شعورًا من الفرح والتّفاؤل الإنسانيّ الشّخصيّ الفرديّ، والعموميّ الجمعيّ، والسّلام.