شَرَفُ الحَياةِ بِعِزِّها!

         
لَو عُدتُ أَرفُلُ بِالشَّبابِ، وجاءَنِي العَرْضُ الرَّطِيبُ
مِ الحُسنِ يَبرُقُ بِالسَّنا، وتَزِينُ هالَتَهُ الطُّيُوبُ

وحَمَلتُ أَشواقِي وطِرْتُ، يَشُدُّنِي الأَمَلُ العَجِيبُ
وتَحُمُّ أَورِدَتِي الدِّماءُ، يَثُورُ في صَدرِي اللَهِيبُ
وَرَأَيتُ أَنَّ جَنَى المَحاسِنِ دُونَهُ الذُّلُّ المُرِيبُ
لَأَبَيتُ، حَتَّى لا أُقارِبُهُ، وأَنفُرُ لا أُجِيبُ
وكَبَحتُ تَوْقَ جَوارِحِي، والجُوعُ يَصرُخُ، والوَجِيبُ
ولَجَمتُ مُهْرَةَ أَضلُعِي الحَرَّى يُدَغدِغُها الوُثُوبُ
فَأَنا، إِذا هانَ الوُجُودُ، تَلُفُّ نِعمَتَهُ الذُّنُوبُ،
عِفْتُ الوُجُودَ، ورِفْدَهُ، فَعَطاؤُهُ مُرٌّ خَلُوبُ
وعَصَى الإِباءُ على غَوايَتِهِ، فَبِي شَمَمٌ رَقِيبُ
وإِذا دَعا قَلبِي الحَبِيبُ، وشُرِّعَتْ دُونِي الدُّرُوبِ
وَأَتَت تَدِلُّ الفِتنَةُ الشَّهَّاءُ، والمَرْعَى خَصِيبُ
فَلَمَحتُ أَنَّ غِوَى الوِصالِ تَشُوبُ لَذَّتَهُ العُيُوبُ
لَرَفَضتُ نَعْماءَ الحَبِيبِ، وقُلتُ: لا كانَ الحَبِيبُ
شَرَفُ الحَياةِ بِعِزِّها، والعِزُّ تَعشَقُهُ القُلُوبُ
وتَرُودُ حَوْمَتَهُ وَلَو طافَت بِحَومَتِهِ الخُطُوبُ
وتَصُونُهُ، وَلَو انَّ في لَمَساتِهِ النَّارُ الشَّبُوبُ!

اترك رد