في كتابه (من كل وادي عصا) نقرأ لسلام الراسي في الصفحة 115 “أكثر ما يعنيني بالشيخ سعيد عنفوانه واعتزازه بالانتماء الى بني قومه.وقد حظيت يوما بمقال للشيخ سعيد في مجلة الهلال موضوعه (مذهبي في الحياة),وها أنا أجتزئ منه ما يعنيني، قال:”أنا ابن الضيعة في لبنان.أؤمن بعائلتي ،بتفوقها،بأحقادها وصراعها مع جيراننا من أجل سؤددها.وهذه العائلية القروية ارتدت الطائفية وامتشقت سيفا واعتمرت خوذة.فأنا درزي،والدروز أشجع أهل الأرض،وأنبلهم.وكل ما عداهم لا بأس أن يعيش على وجه الأرض،ولكنه يجب أن يكون خانعا ذليلا مطيعا للدروز،بل لعاصمة الدروز بلدة اسمها بعقلين”.
ولكن اذا عدنا الى المقال الذي نشر أولا في كتاب بعنوان (هذا مذهبي) الذي أشرف عليه طه حسين، واشترك في تحريره عدد كبير من أدباء العالم العربي،حيث أجاب كل واحد منهم على السؤال الوحيد التالي:”ما هو مذهبك”،يقول سعيد في مستهله “كنت حتى السادسة عشرة أدين بقرويتي الضيقة”.ويختم جوابه”مذهبي هو الحركة السورية القومية الاجتماعية التي تعلي شأن الفرد حين تجنده نفرا في جيش،وتسير بنا نحو الحلم الكبير لتحقيق الانسانية الشاملة حين تعد احدى وحدات هذه الانسانية ،أمتنا،فتجعل منها مجتمع حرية وقوة وواجب ونظام”.
وبعد، كان على سلام الراسي الماركسي الذي حلم بالانسانية الشاملة،ان يستشهد بأحد أقوال سعيد القروية الطريفة التي لا تتناقض وقوميته الاجتماعية،كقوله:”تخيرت بعقلين دار مولد” ،أو “بيروت عاصمة بعقلين” ،أو جواب احد البعقلينيين له حين طلب منه سعيد التصويت لأحد المرشحين :” أمساني عطيت قول لفلان ،اجا لعندي عالحقلة،قوبز ومد حديث”!