نشوةُ الحبر

    
كي لا تنقرض قيمةٌ جوهرية من قِيَمي كبشر،
كي لا يتصحَّر قلبي وفكري،

كي لا أضيِّع الطريق إلى الحلم والدهشة،
كي لا تتصدأ المرايا التي أرى فيها أعماقي،
أدخل خاشعةً محراب الشعر.
——
عندما أكتب الشعر، أتوحَّد مع اللغة.
أصبح أنا جسدَها وتصبح هي روحي!
——
أنتشي عندما تصيبني رعشات الشِعر.
وعندما أكتبه، أخاف أفرغ من شِعريَّتي.
——
لا أزال أحب رائحة الورق، الجديد والقديم،
ولا تزال عيني ترتاح إلى رقصات الحبر،
ويدي تنتعش من تقليب الصفحات،
وفكري يرتعش من بهاء المعاني.
ولا أزال غير مبالية إذا لم يواكبني العصر!
——
لماذا حتى عندما أكتب عن الفرح
تبدو كلماتي كما لو أنها مبلولة برذاذٍ
تَرقرَقَ عليها من منابع أخرى؟
——
كلما قرأتُ في أعمال الكبار،
بدا لي أن الأفكار استُنفِدت
وما من لمعةٍ تُركت ليُومِضَ بها فكري،
وأن الصور قُطِفت
وما من بارقةٍ تُركت لأُزيِّنَ بها مرآتي،
وأن اللغة عُصِرت
ولن تقطر حتى كلمة واحدة بعد
في صحراء دفتري…
ومع ذلك، ها أنا أزرع هذه الصحراء،
بكل عناد!

(سبتمبر 2018)

اترك رد