الجامعة الاميركية و”النهار” احتفلتا بإطلاق “النهار جامعة”

فضلو خوري: خريطة طريق لمستقبل لبنان

نايلة تويني: مليون سبب لنبقى والمهم أن نتحرك ونؤمن

احتفلت الجامعة الاميركية في بيروت وجريدة “النهار” بإطلاق عدد خاص من الجريدة، في قاعة الاسامبلي هول، في حضور الرئيس حسين الحسيني، وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده، النائب وائل ابو فاعور، القائم بالاعمال السعودي وليد بخاري، المدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة، اداريين واكاديميين وصحافيين وكتاب وفنانين وطلاب من الجامعة.

النشيد الوطني ونشيد الجامعة بصوت اليان سعادة، وكلمة تقديم لمدير الاعلام في الجامعة سيمون كشر، ثم عرض فيلم عن حوار بين رئيسة تحرير “النهار” نايلة تويني ورئيس الجامعة الاميركية فضلو خوري.

خوري

وألقى خوري كلمة قال فيها: “شكرا للصديقة الزميلة نايله تويني لان ما نفعله ليس فقط عددا استثنائيا، بل خارطة الطريق لمستقبل لبنان والمنطقة، وبداية النهاية للمشاكل المتراكمة.

لقد بدا الان دور الاجيال الشابة مع تعهدنا امام الجميع باننا لن نتركهم وحدهم، بل سنعمل معهم كي لا يتحملوا المسؤولية. ان هذا العمل وهذه المسؤوليات لم نبدأ بها نحن بل بدأت مع مؤسسي الجامعة الاميركية وخريجيها، ومنهم غسان تويني الذي لم يستطع اكمال اعداد الدكتوراه، وعاد من الولايات المتحده بسبب وفاة والده المفاجئة، محيطا نفسه بكتاب وصحافيين كبار من اجل الاستمرار بجريدة رائدة اصبحت مدرسة في الصحافة. حان الوقت ان تصبح تلك المدرسة جامعة، فالتقينا على مشروع ثقافي علمي واكاديمي في سبيل الصالح العام واطلقنا سويا شعار “النهار” جامعة. وكما هي “النهار” جامعة، الجامعة الاميركية ستعمل بكل قوتها من اجل انطلاق “النهار”، الغد الافضل للبنان والعالم العربي مشرقين”.

وأضاف: “لقد تربيت في لبنان وفي بيروت تحديدا، وانا متأكد من ان قدرتنا كشعب لبناني وسوري وفلسطيني وعراقي واردني، وبالاساس كشعب عربي، ليست اقل من اي شعب من شعوب الغرب والشرق. ومن الاشياء التي كانت تؤكد لي ان الادوات التي نحن بحاجة لها لبناء شخصية الانسان ومبادئه موجودة ومكرسة في الحضارة والثقافة اللبنانية والعربية.

وكنت عندما اطالع “النهار”، الجريدة المفضلة لوالدي ووالدتي، وايضا “السفير” و”الانوار” و”الديلي ستار” و”لوريان”، ادرك تماما ان مستوى الصحافة في هذا البلد لا يقل عن مستوى النيورك تايمز والغارديان واللوموند. لقد حان الوقت كشعوب لتحمل المسؤولية، وهذا العدد هو تحمل للمسؤوليات تجاه لبنان”.

وتابع: “كنت متفائلا منذ اتخذت قرار العودة الى لبنان قبل 3 سنوات ونصف سنة، والان انا مطمئن أن مستقبل هذا البلد سيكون مشرقا، بدليل الشراكة الاكاديمية التي بنيناها مع جامعه القديس يوسف، وعلى رأسها الاب سليم دكاش، وبدليل هذا العدد الذي نطلقه اليوم ومحتواه الفكري، وقد تم اختيار المشاركين معنا الذين لم يكتفوا بعرض المشاكل، بل طرحوا الحلول لها، وهذا المشروع بعيد المدى، ولن نكتفي باطلاق العدد بل سنعمل مستقبلا مع جميع اركان المجتمع اللبناني لايجاد حلول اساسية لكل القضايا التي يعانيها لبنان والعالم العربي. ونحن مستمرون في هذه المسيرة كي نكون اكيدين اننا قمنا بواجبنا تجاه لبنان، وخصوصا طلاب الجامعة الاميركية واللبنانية واليسوعية والاميركية -اللبنانية والعربية وغيرها من الجامعات الصحيحة، وهذا ينبع من رسالتنا بهدف الوجود وفتح المجال امام الاجيال القادمة، كي لا تتحمل وحدها الاعباء وتكون لها حياه افضل”.

وجدد شكره “للزميلة تويني وسيمون كشر وابراهيم الخوري وكل الذين عملوا بتناغم مع فريق “النهار” للوصول الى الهدف والى كل الكتاب”. وختم: “عاشت النهار، عاشت الجامعة الاميركية لتكون للبنان حياة”.

تويني

ثم ألقت تويني كلمة قالت فيها: “نجتمع اليوم في هذا الحرم الجامعي العريق ونحن تحت سقف الشعار المرفوع على بوابته الرئيسية “لتكون لهم حياة وتكون حياة افضل”، للاحتفال بهذا العدد الذي يرأس تحريره الدكتور فضلو خوري وتصدره جريدة “النهار” بالشراكة مع الجامعة الاميركية في بيروت”.

وشكرت خوري “لأنه رجل استثنائي بكل معنى الكلمة”. واضافت: “لندخل في صلب الموضوع ونطلق الصرخة في وجه الجدار الذي يقتل الامل ويضع لبنان في الجحيم ويسرق حياة ابنائه ويرميها في العفن او وراء البحار. نريد حياة افضل لنا، لكن في لبنان، على ارضه في عاصمته في مدنه وقراه واطرافه في مؤسساته وعلى كل المستويات وفي كل المجالات. هذا هو الهدف الذي يضعه العدد نصب عينيه، وهذا ما تريده النهار وما تريده الجامعة الاميركية. وعلى هذا الاساس سوف نتحدث بحرية الكرامة والعقل والحق وبحبر الصحافة، حبر الوضوح والصراحة والشفافية التي تربينا عليها في “النهار” منذ تاسيسها سنة 1933، أي منذ 85 عاما. كلمة حرة شريفة أبية موضوعية مسؤولة ونظيفة، دفعنا ثمنها غاليا نضالا واجتهادا وخبرة وارهابا وتضييقا وسجونا واغتيالا وسفك دماء”.

وتابعت: “إنهم يقتلون لبنان، ونحن نريد بمضمون هذا العدد ان نعمل على منع هذه الجريمة، وسنمنعها بواسطة الاجيال الجديدة التي يمكنها ان تحقق هذه المعجزة. لهذا السبب نضع في أيدي المعنيين كلهم خارطة طريق للاستثمار النوعي في لبنان وفي قواه الخلاقة، هذا ما تريده “النهار” وهذا ما عملت عليه، وهذا النهج سنستمر به انطلاقا من إيماننا بقدرة الكلمة وعمق المحتوى على بناء رأي عام قادر على التغيير. هذا ما تريده “النهار” ايمانا منها بأنها مسؤولة أمام التاريخ وامام الناس لإحراز الفرق”.

ورأت أن “لبنان في خطر عظيم ونحن نكاد نفقد هذا اللبنان بعدما فقدنا الاخلاقيات التي تحتضن النظم والمعايير وسلم القيم والاعراف في المجالات كافة، من الدستور الى القانون الى الدين والسياسة والمجتمع والعائلة والتربية والمدرسة، الى الجامعة الى نظام السير والبيئة الى كل شيء. نريد هذا العدد بنفسه ان يستعيد الاخلاقيات والمعايير والمفاهيم”.

وقالت: “صناع هذا العدد، كتابه وكاتباته وفنانوه نساء ورجالا يؤمنون بالقدرة على إيجاد حلول للمشكلة، رافضين الاكتفاء بمنطق التوصيف والتشخيص والدوران في حلقة مفرغة. ها هم يتطلعون نحو المستقبل ويعينون الهدف المركزي المتمثل في استثمار الامل المعقود على الاجيال الشابة.

هذا العدد من النهار ليس عددا ترويجيا او اعلانا او عرض عضلات، انه عدد تأسيسي، الصحافة الطليعية والجامعة الطليعية هما رأس الحربة في عملية التأسيس الخلاصية هذه، واذا كانت العلوم والدراسات تحقق العقل فإن الاعلام الحر الذي تمثله “النهار” وغيرها ينمي الفكر ويحض على النقد ويدرب على قراءة مختلفة من جوانب عدة، ويتصدى للاخبار الكاذبة والمفبركة مثل “فيك نيوز”. لذلك اردنا ان نجمع العقل والفكر في تعاون “النهار” والجامعة، ليكون هذا العدد الاستثنائي تأسيسيا، و”النهار” من جهتها ستظل تأخذ على عاتقها مهمة المساهمة في جعل لبنان بلدا جديرا بالكلمة وبالحقيقة والحياه الكريمة، والى لقاءات بل محطات رؤيوية وطنية مستقبلية مقبلة”.

وشكرت فريق الجامعة الاميركية، وقالت: “تكون مثل عائلة واحدة، وسنستمر لتحقيق القضايا الاربع، الصحة والبيئة، الثقافة والادب، الفنون، والتعليم العالي. وبعد سنة سنقول للناس اننا جددنا العهد. هناك مليون سبب لنبقى، المهم ان نتحرك ونؤمن”.

ثم قدمت عددا من “النهار” يصادف يوم ميلاد خوري، واعلنت معه اطلاق العدد الذي وزع على الحضور.

اترك رد