“خزانة النسيان” المجموعة القصصية الأولى للأديب العراقي باقر صاحب تصدر قريباص عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر/ عمان -بيروت، تضم صفوة مختارة من تجاربه القصصية طيلة عشرين عاماً (1998-2018).
تأتي المجموعة بعد إصدار ثلاث مجموعات شعرية بين 1997و 2013، مع استمراره بكتابة الشعر والمقالة الأدبية والعمود الصحافي، وله مجموعة شعرية رابعة، تنتظر إقرارنا جهة النشر.
تضم المجموعة 12 قصة قصيرة، ثلاث منها كتبت بأسلوب المتوالية القصصية، فضلاً عن قسم منفصل للقصص القصيرة جداً، عددها 18.
لوحة الغلاف بعنوان “الأمل” للفنان البريطاني جورج فريدريك واتس. الصورة الشخصية في الغلاف الأخير للفنانين أسامة القصاب وحيدر الأعرجي- رابطة عيون المثنى للتصوير.
مقطع قصصي على الغلاف الأخير
بمشقة بصم الأب أصابعه على زر الجرس، فتحت زوجته الرابعة والأخيرة الباب، وارتعبت حين رأت الدوائر الحمر الملتهبة تغزو وجهه ويديه، فضلاً عن أن أجزاء جسمه المغطاة بالملابس، تبدو مدببة، صرخت مذعورةً تاركة إياه، واستدعت أهلها ومعارفها الذين كانوا يحتفلون بعيد ميلادها، ولما تزل الشموع موقدة.
لم يلمسه أحد ممن جاؤوا راكضين على صراخ ابنتهم، دخل الصالة، وكانوا على مسافة خشية أن يصابوا بما أصيب به، قال والكلمات تخرج منه بصعوبة:
- ما هي المناسبة في لمتكم، فقد أصبحت أخشى اللمات، فضلاً عن أنني أخشى النار .
-
ونحن أيضا نخشى الاقتراب منك، لذا ندعوك أن تطفئ الشموع الثماني عشرة.. أجابه أكثر من واحد منهم
-
كم؟ مرتعباً قال
إرتفعت الدوائر الحمر في أجزاء جسده، بل أصبح هو كرة جلدية حمراء كبيرة.
جَمعُ الأهل والمعارف الذي باعدوا مسافاتهم عنه، حلّت في أعينهم غشاوة الرؤية، حينما شاهدوا بضبابية ارتعبوا منها، النيران الشمعية الثماني عشرة، المؤذنة ببلوغ زوجته الرابعة النضوج، ومن ثم يحق لها تملَك بيته الأخير، وفق تنازله لها عنه. شاهدوا النيران مع فرارهم السريع من الصالة إلى الحديقة، تتوهج في أماكن متفرقة من جلده الكروي الأحمر، ومن ثم سمعوا دويَّ انفجار.
الشموع المحرقة للكرة الجلدية الحمراء تحولت إلى أفواه نارية ماضغة بصوت عالٍ اللحم المنتفخ، كان جسده يتضاءل، وآخر ما التهمت الحيوانات النارية المفترسة، رأسه المدبب، الذي كانت تسطع فيه حيناً، وتشحب حيناً آخر صور بؤس أبنائه وبناته المشردات في الشوارع، ومعهم الأم المظلومة التي توحش معها العمر كله.
نبذة
*ولد الكاتب في السماوة – جنوب العراق العام 1963.
*تخرج في الجامعة التكنولوجية-بغداد العام 1987 كمهندس مدني
*شاعر وقاص وكاتب وصحافي
*صدرت له ثلاث مجموعات شعرية:
*”جياد لن تصل”، بغداد 1997.
*”طيور يومية”، مكتب غيوم للنشر والتوزيع والإعلان – بغداد العام 1999.
*”ترنيمة سوداء” – الدار العربية للعلوم ناشرون / بيروت-2013.
- نشر بعض قصصه في الصحف العراقية والعربية.
*له مقالات منشورة في مراجعة الأعمال الأدبية العراقية والعربية والعالمية- في الشعر والقصة والرواية، ويخطط لجمعها في كتاب.
*يعمل في الصحافة العراقية منذ العام 2003.