وقع المؤرخ الدكتور وسام كبكب كتابه الجديد بعنوان “المطران كيرلس المغبغب، الأسقف البناء وعراب دولة لبنان الكبير”، الذي شاركه في إعداده جورج المغبغب، وذلك باحتفال أقيم في قاعة المطران أندره حداد، في مطرانية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك، في حضور راعي الأبرشية المطران عصام يوحنا درويش، المونسنيور عبدو خوري ممثلا المطران جوزف معوض، الأب سيرافيم مخول ممثلا المطران أنطونيوس الصوري، رئيس بلدية زحلة – المعلقة وتعنايل المهندس أسعد زغيب، المدير العام للأمانة العامة في رئاسة الجمهورية عدنان نصار، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للروم الكاثوليك العميد شارل عطا وعقيلته الدكتورة غادة شريم عطا، المدير العام لغرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة يوسف جحا، رئيس جمعية تجار زحلة زياد سعادة وعدد كبير من الكهنة والراهبات والمدعوين.
افتتح الاحتفال بقراءة فصل من الإنجيل المقدس، رنمه الأب الياس ابراهيم، ومن ثم كلمة ترحيب لعريف الحفل الأرشمندريت الدكتور إيلي أبو شعيا.
درويش
ورحب درويش في مستهل كلمته بالحضور، منوها ب”الدور الكبير الذي لعبه المطران مغبغب”، وقال: “أحييكم وأرحب بكم في سيدة النجاة، وأشكركم على حضوركم هذا اللقاء الثقافي. فالمطرانية التي قال عنها المثلث الرحمات مكسيموس الخامس حكيم بأنها أجمل مطرانية في الشرق، تفرح اليوم بتوقيع كتاب جديد في رحابها. ليست الكتابة عملا ماديا وتقنيا أو فنيا أو جماليا فحسب، بل هي، إضافة إليها، تعبير عن ذات الإنسان بكل ما فيها من مواهب وعطايا، إن الكتابة هي صورة الله، وصوته المستمر في أرجاء التاريخ. أن يكتب الإنسان بالتاريخ الكنسي، يعني أنه يستحضر الضمير ويستخدم العقل ويعلن الإيمان. اليوم ندعوكم من خلال توقيع كتاب المطران كيرلس مغبغب، إلى المشاركة في وليمة الكلمة النازلة من الله لتسكن فيكم”.
أضاف: “الدكتور المؤرخ وسام كبكب ابن بلدة جون جارة دير المخلص، أستاذ محاضر في تاريخ الكنيسة ومنهج البحث العلمي وعضو الجمعية التاريخية اللبنانية. له عشرة كتب وأكثر من 30 بحثا تاريخيا. كرمه البطريرك غريغوريوس لحام ومنحه الوسام البطريركي أي الصليب الأورشليمي المذهب”.
وتابع: “قبل أن نستمع إليه وإلى رئيس البلدية المهندس أسعد زغيب والدكتورة غادة شريم، أود أن أقدم لكم كتابا جديدا طبع بالفرنسية في باريس عام 1919، وترجمناه للعربية، بهمة الأستاذ جوزف عبد المسيح، بعنوان لبنان الكبير من سوريا إلى مؤتمر السلام، كان المطران مغبغب آنذاك مندوبا عن الروم الملكيين الكاثوليك في لبنان الكبير. طبعنا الكتاب في زحله ووضعنا فيه النص الفرنسي مع النص العربي المترجم ويحوي وثائق خمس:
- رسالة إلى رئيس المجلس الفرنسي كليمنصو.
- رسالة إلى ميليران رئيس المجلس الفرنسي.
- رسالة إلى الجنرال غورو، مندوب فرنسا السامي في سوريا والقائد الأعلى لجيش المشرق.
- رسالة إلى السيد لويد جورج رئيس مجلس الوزراء البريطاني ورئيس مؤتمر سان ريمو.
- وثيقة مهمة وملاحظات حول لبنان الكبير”.
وأردف: “تحوي الوثائق الخمس مطالبة المطران مغبغب بضم مناطق البقاع الأربعة من بعلبك إلى حاصبيا وراشيا إلى لبنان الكبير. ويحوي الكتاب أيضا بعض البرقيات من المطران إلى السلطات الفرنسية، وبرقية من الجنرال غورو إلى المطران في 7 آب 1920، يعلمه فيها أنه قبل مطلبه وأنه أعلن أمام حشد كبير من جميع سكان البقاع، من بعلبك إلى حاصبيا وراشيا، ضم مناطق البقاع الأربعة إلى لبنان. وكانت هذه مقدمة لإعلان لبنان الكبير. الدكتور كبكب سيشرح لنا بالتفصيل الكتاب الذي وضعه مع السيد جورج مغبغب ودور المطران مغبغب الرائد في بناء دولة لبنان الكبير”.
زغيب
وألقى رئيس البلدية كلمة باللهجة الزحلية نوه فيها ب”الكتاب الذي يختصر أيام الأسى والظلم والرجاء والإيمان والانتصار”.
وقال: “تاريخ 3 آب 1920 تم إعلان تكوين دولة لبنان الكبير من زحلة،
وكانت المقولة الشهيرة: زحلة تفضل أن تموت جوعا ولا تنفصل عن لبنان، وأن يحكم على زحلة بالموت إذا لم تضم أيضا المعلقة وبعلبك وراشيا وحاصبيا. وكان المطران كيرلس المغبغب ضمن الوفود التي زارت فرنسا للتفاوض على مستقبل المنطقة، وشارك بمؤتمر الصلح واشتغل ليل نهار كي يقنع الانتداب بضرورة ضم الأقضية الأربعة بجبل لبنان وكان على حق، إنه عراب دولة لبنان الكبير”.
عطا
من جهتها، سلطت الدكتورة عطا الضوء على حياة المطران مغبغب وانجازاته، وقالت: “يفتح كتاب: المطران كيرلس المغبغب الأسقف البناء وعراب دولة لبنان الكبير، المجال أمامنا للتعرف على صفحات مشرقة من حياة البطريرك المغبغب المميز، الذي كان مطرانا للروم الكاثوليك في زحلة، ما بين العامين 1899 و1925، والذي ساهم مساهمة كبيرة في إنشاء دولة لبنان الكبير، التي أعلن شق منها من فندق القادري في زحلة عام 1920”.
وختمت “أما بعد، لا يسعنا سوى شكر الكاتبين على هذا العمل القيم، الذي يسلط الضوء على دور الطائفة الكاثوليكية، ودور زحلة عموما، في إعلان دولة لبنان الكبير، كتاب شيق تحلو قراءته لسلاسته ولغناه بالمعلومات القيمة”.
كبكب
بدوره، شكر كبكب المطران درويش على “استضافة حفل التوقيع”، وتحدث بإسهاب عن “الكتاب ومراحل كتابته”، فقال: “لقد مرت ولادة هذا الكتاب بمراحل أربعة:
- المرحلة الأولى تعود إلى أيام المطران أوغسطينس فرح، الذي شرع أمامنا، سنة 1981، أبواب أرشيف المطرانية بهدف وضع كتاب عن تاريخ الأبرشية، لكن ظروف الحرب منعتنا من تحقيق رغبة سيادته.
- المرحلة الثانية كانت مع المطران أندريه حداد، الذي استضافنا لإلقاء محاضرة عن الروم الكاثوليك، ودعم جهودنا لإنجاز دراسة عن دور المغبغب في إعلان دولة لبنان الكبير، شاركنا بها في مؤتمر نظمته كلية الآداب في الجامعة اللبنانية تحت عنوان “اليوبيل الذهبي لاستقلال لبنان”، في 24و25و26 من تشرين الثاني 1993.
- المرحلة الثالثة كانت مع النائب البطريركي العام في دمشق المطران جوزف العبسي، البطريرك الحالي، الذي شجعنا على وضع سلسلة من الكتب، بالتعاون معه، تتناول بطاركة كنيستنا. لكن الظروف التي تمر بها سوريا منذ عدة سنوات، وعدم القدرة على التواصل، أعاقا تنفيذ المشروع.
- المرحلة الرابعة بدأت بلقائنا مع الأستاذ جورج توفيق المغبغب، الذي أبدى اهتمامه بوضع كتاب عن قريبه البطريرك كيرلس التاسع المغبغب، فاتفقنا سوية على إنجاز الكتاب بعدما علمنا بأنه يملك نسخة كاملة مصورة عن يوميات البطريرك، التي فقدت من مكتبة المقر البطريركي في القاهرة. وكنا على يقين بأن وجود هذه اليوميات سوف يغني الكتاب بالمعلومات الشخصية والعامة لهذا المطران والبطريرك. فعمدنا إلى المباشرة بمشروع سلسلة البطاركة، بدءا من الرقم 17 في التسلسل البطريركي. فتولينا أمر حياة البطريرك وأعماله من خلال الوثائق الكنسية والمراجع التاريخية، وقام الصديق جورج بقراءة اليوميات واستخراج كل المعلومات منها المتعلقة ببحثنا”.
وفي ختام الحفل، قدم المطران درويش للدكتور كبكب مجموعتين من مجلات الرسول، التي تصدرها المطرانية وأقيم كوكتيل.