وَقَفْتُ بِكَ وَالطَّرْفُ تَوَحَّشَ، وَأَناهيدُ اللَّهْفَةِ تَعْبُرُ عَلى أَشْواقي
وَنورُ المُقْلَتيْنِ في ارْتِقاءٍ نَحْوَ مِعْراجِ الرّوحِ يَهْمي كَالمَطَرِ عَلى الحَرائِقِ
وَالثَّغْرُ بِهِ أُنْسُ البَلاغَةِ وَمِنْهُ أَزْمِنَةُ العِشْقِ كَمِ اسْتَهْنَأَ خَمائِلَ الأَعْماقِ
وَمِنْ رَحيقِ الرّوحِ فاحَتْ رائِحَةٌ كَالحَياةِ بَيْنَ نَفَحاتِ العِطْرِ تَلْفَحُ خَوافِقي
وَيْحى مِنْ خافِقٍ في الصَّدْرِ كَالأَمينِ السّارِقِ..
وَيْحُ الضُّلوعِ تَنْطوي عَلى هَوًى فَوْقَ نِطاقي..
هذا شُعوري كَالباروكِ* يَجْري .. وَأَنْتَ الرَّبيعُ قائِمٌ في حَدائِقي..
حَتّى النُّجومُ إِذا رَأَتْكَ اضْطَرَبَتْ.. وَفاضَتْ شُطورُ الشِّعْرِ بِالإِغْداقِ
أَيا لَيْتَ شِعْري يَحِدُّ مِنْ أَوْزارِ الفُراقِ .. لَيْتَ بَناتِ فِكْري تُحْسِنُ البَوْحَ لِأَوْراقي ..
أَيا ليْتَ رَمْشي يُداني جَفْنَكَ.. فَجِوارُكَ يَلْمَعُ في الأَحْداقِ
هَيْهاتَ يَحْمِلُني إِلَيْكَ رِفاقي.. هَيْهاتَ أُلْقي عَلَيْكَ أَرْواقي*..
إِنَّ قَلْبي طَيْرٌ ضَلَّ قَوافِلَ العُشّاقِ..
فَباتَ عَلى تَعَشُّقٍ يَسْتَمْطِرُ القُبَلَ كَشِفاهِ المُراهِقِ
وَكُلَّما لَمَحَ بَهاءً لا يَطْرُقُ إِلاّ وَكُلُّ أَحْلامِ النَّجوى نَشْوانَةٌ بِخَمْرَةِ المُعانِقِ…
26 \ 8 \ 2018
****
(*)الباروك : نهرُ الباروك في قضاء الشّوف.
(*) الأَرْواقُ: الحُبُّ الشَّديد.
****
(*) مِنْ ديوان “.. أدراحَ الهوى”.