وحيدة حياتي!
ها أنا واقفٌ على قارعة قلبي والعمر، أُلَوِّحُ بالأحلام، ولا أحد يلتفت! يبدو أنّ الأحلامَ غيومٌ عبرت وتناثرت وابتلعها النّسيان! إذًا، فالإنسانُ جافُّ الفكر، مُقَرَّحُ الخَيالِ، يابسُ القلب. وتاليًا، ماذا بقي منه!؟
جافُّ الفكرِ لا يتواصل مع أحد. لا يستطيعُ يحاور، يُناجي، يتفاعل تأثُّرًا وتأثيرًا. يبقى بعيدًا لا يُقاربُ أحدًا، فلا يُقاربُه أحد. مُشَرْنِقٌ نفسَه في فضاء ضيِّقٍ يخنق.
لا أريدُ لنفسي، أنا، أكون جافَّ الفكرِ فأفقد التَّواصُل مع الآخر، أيِّ آخر. حياتي تَواصُل مستمرٌّ، وإلّا عمّتْني، ثمّ ابتلعتْني، ظلمةٌ أحلكُ من ظلمة ضميرٍ مُدَوَّد. وأنا كائنُ الحبّ، هكذا أنجحُ، كلَ يومٍ، في حبّك أعمق من سابقه!
ولا أقبلُ أكون مُقَرَّحَ الخَيال لا يرى صُوَرا ولا ألوانًا. فالصّورةُ عالَمٌ يُدخِلُك َعَوالِم الماضي والآتي. هذا الدُّخولُ مُحاسَبةٌ وتخطيط، يؤدّيان، دومًا، إلى نجاح وسعادة. وأنا، وأنتِ تعرفين، أحاسبُ ذاتي، بقساوةٍ من جَلْدٍ، بحزمٍ من دون تَبَولُد، لذلك أنجح في حبّك كلَّ يومٍ أبْعد من سابقه!
كما لا أرغبُ أكونَ يابسَ القلب، فتموت العاطفةُ فيّ، ويجمد الوِجدان. موتُ العاطفة موتٌ للقِيَم. مَن كان بلا عاطفةٍ اكتفى بعيش وما دخل الحياة. وأنت جوهرُ حياتي، فأقوى على حبّك، كلَّ يومٍ، أقوى وأخصب من سابقه!
وحيدتي!
معًا، على قارعة القلوب، وفي مواسم العمرِ كلِّها، نقف نلوِّح بالأحلام، عاشقَين سعيدَين أبديّيَن!
لا شكَّ في أن الأحلام تُجوهر الحُبَ، وفي أنّ الحبَّ خلاصُ العالَم!
ألثّلاثاء 17- 3-2015