البداية

       
أبدأُ بكَ ومنكَ ومعكَ،
أخطُّ أبجديةً

مرصَّعةً بالوعود والدموعِ،
وأجترحُ مع كل شمس معجزة.
*
تَـعـبرُ كلماتي
مَتاهاتِ الجفاف،
لتصِلَ إلى ينبوعكَ.
رفقًا بها من طوفانكَ،
فهي تكادُ تغرقُ من رذاذ.
*
هذه الذاكرة الـمَطلــيَّــة بالطلاسم،
إزرَع فيها ورودًا وأعشابــًا،
لتُصبحَ أكثر ثَراءً من التاريخ.
أَطلِقْ أُسودَك
لتفترسَني فتُحييـني
شعلةً متجدِّدة
تتراقصُ في أَسْرِ كَمائنكَ.
تَحلُّ عليَّ،
فتتوهَّجُ في شراييـني
مواسم وفصول،
ويتوقَّفُ الزمن بي
عند عينَيكَ،
أتمَرّى فيهما
لأنعَمَ بغبطةِ العصافير.
أغوصُ في بحركَ،
فأجدُ متَّسعًا لأحلامي.
أُوغلُ في حنانكَ،
فأنهضُ من انكساراتي.
*
أَنزِفُ على صليبِ أحزاني
لأطِيبَ بين يديكَ،
وقُربَ صدرِكَ
أُرمِّمُ ذاكرتي.
*
أُعمِّدُك بمطر القلب،
وأُشهِرُ انتمائي إليكَ،
أنا فينيقٌ تتساقط تحتَه الغربان،
وأنتَ نهرٌ يحتضِنُ الأزمنة.
*
ما هي تلك اللحظة الهاربة أبدًا؟
أهِيَ سَماء؟
أهِيَ جَحيم؟
أم هِيَ التلاقي الرهيف ما بينهما؟
فلنحتفل بها كلَّ يوم،
كلَّ لهفة،
كلَّ نبضة،
عسانا نقبضُ على معنى الحياة!
*****

(*) من ديوان “اعترافات جامحة”، 2015.

اترك رد