جوليا بطرس قيمة مضافة لـ “لبنان الوطن/الرسالة”
جوليا بطرس من مواليد لبنان الأول من شهر نيسان عام 1969 من أب من أسرة تعود جذورها إلى الجنوب وأم أرمنية مولودة في فلسطين، هذا التماذج العِرقي أثمر في تكوين جوليا الوجداني فجاءت إلى هذا العالم محملة بالحنين إلى الجذورمتشبثة بأرضها وبإنتمائها وإنحيازها لجهة الحق متمسكة بالقيم الإنسانية السامية التي باتت مفقودة في عالمنا المعاصر، أو شبه مفقودة.
كنت من بين الآلاف الذين توجهوا إلى واجهة مدينة صور البحرية (حي البص) من كافةمناطق الجنوب ولبنان من أعمار مختلفة وإنتماءات متناقضة لحضور تلك الأمسية المدهشة التي أحيتها جوليا وأصرت على أن تكون في صور وما ترمز إليه وفي شهر تموز وما يرمز إليه (هذ هو تموزنا شهر النصر والإنتصار، شهر العزة وكرامة الإنسان) كما قالت. حضر الحفل الرئيس نبيه بري الذي لم يتمكن من الوصول نظراً لزحمة السير الخانقةالتي شهدتها مداخل صور وصيدا على الموعد الذي كان مقرراً لإبتداء الحفلوالذي لم يبدأ إلا بعد تأخير ساعة من الوقت.
إعتذرت جوليا عن هذا التأخير وأشارت إلى أنها كانت مضطرة لإنتظار وقت أذان العشاء الذي تزامن مع وصول الرئيس نبيه بري محاطاً بنحو 30 جندياً من الجيش مدججين بكامل عتادهم إستقبلوه من لحظة دخوله إلى باب المهرجان ورافقوه حتى وصوله إلى مقعده كذلك فعلوا عند مغادرته وقد آثر الرئيس بري والجنود محيطين به على مصافحة الحضور في الصف الأول.
كما توجهت جوليا بتحية خاصة مؤثرة وعاطفية والدموع بعينيها لوالدها “بابا بدي أشكرك أمام كل الناس وأمام بحر صور وتحت سماء صور”، وإلى والدتها التي كما قالت لا تزال تشرف على إنتقاء ملابسها وعلى إطلالتها وفي الواقع جوليا هي امتداد عاطفي لوالدتها المولودة في فلسطين من عائلة أرمنية هاجرت إلى لبنان وقد أخذت عن والدتها الإحساس بألم الغير ومعاناة الغير ومعنى الألم الناتج عن الشعور (بالفقد) في اللاوعي فقدان الأحبة والأرض والإنتماء والتشرد والظلم الذي ألم بالشعب الفلسطيني والأرمني واللبناني.
من هنا فإن جوليا بالواقع قد إنصهرت في شخصيتها كل مقومات المقاومة، مقاومة الظلم والبطولة المتجلية بملامح وجهها وبوقفتها الشامخة شموخ الأرز في القمم وهي بلا شك رمزاً وطنياً بإمتياز لما تحمله وتمثله بشخصيتها من قيم ومبادىء أخلاقية ووطنية.
كما آثرت جوليا بتوجيه ” الشكر ” إلى صانع أحلامها شقيقها زياد بطرس وإلى شقيقتها التي تشبها بالطلة والتواضع والعنفوان المخرجة صوفي وإلى كاتب سيرة مجدها الأساسي: الشاعر نبيل أبو عبود وروت قصة بزوغ أغنية ” شمس الحق” التي أنهت بها الحفل وِسط تصفيق الجمهور.
تميز الحفل بالمؤثرات الصوتية والضوئية المتطورة وبفرقة موسيقية ضخمة مؤلفة من 100 عازف وعازفة منهم من أتى من النمسا ومن إسبانيا وما أضاف على الحفل سِحراً ورونقاً هو المكان الذي أقيم فيه ورمزيته وهو المكان الذي أسسه وبناه الإمبراطور الروماني جوستينيانوس منذ ما يزيد عن 1700 عام وحيث كان يعتبر من أهم المسارح في العهد الروماني، وهو يبعد فقط مسافة أمتار عن بحر صور المترامي الأطراف الكلي الزرقة النقي القعر.