لِعَينَيكِ! 

لِعَينَيكِ تُزَغرِدُ أَوتارِي، فَتَنسَى الهُجُوعْ
ومِن عَينَيكِ أَغرِفُ، وَلا أَبِيتُ إِلَا على جُوعْ…
لِعَينَيكِ أُنادِمُ الكَأسَ، وتَطوِينِي الحُلْكَةُ على الحُلمِ الشَّفِيفِ، فَتَسكَرُ قَوافِيَّ، وتُجَنُّ حُرُوفِي مِن عَبِيرِكِ المُخَيِّمِ في الكَلِماتْ…
وكُلَّما لَفَّنا اللَيلُ بِلَيلَكِهِ الشَّذِيِّ المُنَدَّى، تَستَفِيقُ خَواطِرِي، ويُدَندِنُ شَوقِي أَعذَبَ الهُتافاتْ…
لِعَينَيكِ أَرِقتُ اللَيالِي، يُضِيئُها سَوادُهُما، ويُطَوِّفُ خَيالُكِ أَجمَلَ ما تُخَلِّفُهُ الأُمسِياتْ…
لِعَينَيكِ تَنبِضُ عُرُوقِي بِالجَوَى، ولَيسَ إِلَا لِبَرِيقِهِما تَهزَجُ النَّبَضاتْ…
لِعَينَيكِ سَأَهدِمُ الهَيكَلَ الَّذِي عاشَ دُهُورًا لا يَعرِفُ أَرِيجَكِ، وأَبنِي على أَنقاضِهِ مَعبَدًا أَتَهَجَّدُ في حَنِيَّاتِهِ مع الذِّكرَياتْ…
لِعَينَيكِ تَحلُو دُرُوبُ الحَياةْ،          وَيَزهَوهِرُ العُمرُ بَعدَ فَواتْ
وَأَستَقبِلُ الفَجرَ غَضًّا فَيَسرِي   ـــــــــــ   الهَوَى في يَراعِي، وتَشدُو الدَّواةْ
وَأَدخُلُ مِحرابَهُما خاشِعًا،            لُهاثِي يُتَمتِمُ في الجَمَراتْ
وأُحرِقُ قَلبِي بَخُورًا، وأَمضِي         أَذُرُّ حُبَيْباتِهِ لِلصَّلاةْ!

اترك رد