… وإذ سَكنْتِني، شعرتُ بفيض نفسي وقد أشرقت شُفوفيّتُها نقيّة الصَّفاءِ، بهيّةَ الضِّياءِ، واثقةَ الرّجاء!
يا الوحيدة!
ألنّفسُ الّتي تَفيضُ، تَفيضُ كمالًا من كمالها ولا نُقصان. فالكاملُ كاملٌ يَفيضُ على سواه كدعوة إلى اكتماله، هو الآخر. فلا قيمة لاكتمال نفْسٍ لا تَفيض. ألفيضُ علامةُ الاكتمال الصّادق. ما يعني بُلوغُ النّفْسِ الدّرجةَ الأسمى!
هل تصلُ النّفْسُ إلى الدّرجة الأسمى!؟
وأيَّما وصول، بل وأيَّما ارتقاء!
كيف؟
ما بسوى الحُبّ! ألحبُّ الحيويُّ الحيُّ العميقُ الصّادقُ القويُّ الغنيُّ، هو الّذي يَملأ النّفسَ نورًا من نور، رجاءً من رجاء، نعمةً من نعمة. ما يُرَقّيها إلى قلب الذّات الكُبرى، غاية ألغايات.
عند هذه الدّرجة من الحبّ، تبطلُ الفوارقُ بين العاشق والمعشوق، من دون ذَوَبانِ الواحدِ في الآخر. تبقى لكلٍّ ذاتُه، مختلفة، تتوحّد فتُكمل، لا تذوب فتزول. فالحبّ اكتمالُ الواحدِ بالآخر لا الاختفاءُ فيه.
وعليه، أرى أنّنا اكتملُنا، واحدُنا بالآخر على اختلاف شفيف، وتَنَوُّعٍ خصب.
يا الوحيدةُ!
ثبّتيني في نقاوتي لأستحقَّ حبَّكِ! كوني شفيعتي لديكِ!
آمين!
ألسّبت 7- 3- 2015