لأني أَبْغي ما لا يُطالُ
وطغيانُ حبِّكَ اختياري،
كلُّ تَـحَـــوُّلٍ يوصِلُني إليكَ،
والحبُّ أَكتبُه آياتٍ قاتِلَة.
***
أُصغي إلى ندائِكَ،
فتمتلئُ دفاتري أشعارًا
وبيتي كونٌ مهجور.
في صباحاتي الغريقَـة،
أَغسِلُ شُحوبي بأحلامِنا،
فأعثرُ على وجهِكَ،
نقيًّا أراهُ،
أقربَ من الوجع.
***
يا مُبدِعَ وحْدَتي،
لم تَعُدْ رسائلُنا ورقًا وحِبْرًا،
بل بيتٌ من طينٍ وماءٍ
يَسكُنُ فينا.
حين أَرتقي إلى يَدَيْكَ
حنيناً يَلوي القصب،
تَرى طفولتي،
أَتذَكَّرُ صِباكَ،
يَنبَثِقُ من قامَتِك ظِلّي.
***
حين أَهتدي إلى عَـيْـنَـيكَ،
أَطوي تاريخِيَ الفاني
وأَصوغُ جوعي قَمْحًا للعاشقين،
ألَيْسَ وُجودُكَ بُرهاني؟
***
أينَ أجِدُكَ يا لغتي المفقودَة،
يا مَن أمضي إليهِ مُثقَلةً بالبَوحِ؟
لن تَعرفَ المياهُ وجْهي،
فمِلْحُ دُموعِكَ على شَفتَـيَّ
وفي فمي قُربانَــةُ القُـبَـلِ.
*****
(*) من ديوان “اعترافات جامحة”، دار سائر المشرق، 2015.