صحيح: هل من عشق بغير جنون؟ هل من عاشق غير مجنون؟ لكأنّما الجنونُ إحدى صفات العشق، أو إحدى فضائله!
سؤالان وشِبه استنتاج!
فَلْأوضِح، أيّتها الحبيبة، فَلْأوضِح! ألعشقُ، انطلاقًا من تجربتي، انصرافٌ كلّيّ، تامٌّ، مطلَق، إلى المعشوق. ألمعشوقُ قد يكون إنسانًا، امرأةً أو رجلًا، وقد يكون الله! فأنتِ حين تعشقين رجلًا، مثَلًا، وتهيمين به، لا تعودين “ترَين” أيّ رجلٍ آخر. يختصر لكِ الرّجال. يُصبح رجلًا رجالًا. لا تهتمّين لسِواه. لا تترقّبين سِواه. لا تحلُمين إلّا بِه وحده. كلُ آخر لا أحد! تُقفِلين حواسَّكِ كلَّها، عليه، فليس في خيالك، إلّا هو، تتوقين إليه ولو هو، فيكِ، مُقيم، تتلمّسينه، تشمّينه، تتذوّقينه، تُصغين إليه، تخشعين له. كأنّه شفيعُكِ المُستجيب.
وهو فيه وبه نحوكِ، ما فيك وبك نحوه. فكم بعيدٌ هذا عن الجنون!؟
وحين تعشقين الله، تنصرفين، بكلّيّتك، إليه. فهو وحده، فيكِ، لا شريكَ له.
فانظري إليّ! إليّ انظري! ألستُ موحِّدكِ، الآنَ، وكلّ آنٍ، وفي كلّ مكان وزمان!؟
إنّي لَمُوَحِّدكِ إلى الأبد!
فكم في هذا، من جنونٍ آسرٍ، لذيذٍ، مُسْتَحَبّ!
ليس خياليًّا، هذا الأمر. ليست خياليّةً هذه الحال. وإلّا فلا عشق!
سلامٌ لك وعليكِ!
ألجمعة 27- 2- 2015