تبا لأهل هذا الزمان

    

لا داعي لوجود منبه في الساعة عندما تاتي اول ثانية في  الثانية عشرة من العام الميلادي الجديد، المفرقعات و الرصاص و الاصوات الصاخبة كفيلة بجعل الميت يصحو ليرقص مع السكارى على الطريق.

كل شيء كان عاديا في الدقائق الاولى من العام الجديد، سمعت احدهم يصرخ بصديقه ” بدك فت خبز كتير” لانه لم يستطع ان يكمل زجاجة المشروب، كنت انتظر ان يأتي خبر عاجل عن وفاة احدهم ، طبعا لا يهم لاننا في كوكبنا ربما اجتزنا الثمانية ميليار نسمة، و طبعا كما كان يقول استاذ اللغة العربية :” مصائب قوم عند قوم فوائد” فحوادث السير بسبب القيادة تحت تأثير الكحول ……

اعتذر عن سوء وصفي للمشهد، فكوارث السير جراء قيادة غبي مليء رأسه بالكحول كفيلة بازدهار نشاط تجارة الاكفان.

اكثر ما يعجبني في هذا العيد الكوني العابر للطوائف، قنوات فضائية تأتي بمخلوقات من الفضاء ربما، و الاجمل من قدومهم من الفضاء، فهم يتوقعون ما سيحصل وكيف والى ما هنالك من حكايات الف ليلة و ليلة.

العام الفائت  دعاني صديق لي كي نستقبل العام الجديد في مطعم وظن أنه يشجعني عندما أخبرني همسا بأن الراقصة فلانة قامت كي تحاكي بحركاتها دخان نرجيلتك التي لا مثيل لها في أي مطعم آخر، طبعا رفضت عرض السنة ، لانني كنت انتظر “الشباب” كي نلعب “الشدة” كما هي العادة ، و لكن للأسف لم يأتِ أحد، بالطبع ليس لأنهم يصلون صلاة الليل جماعة، غدا سوف نعود الى هذه العادة، و لكن كيف سأمضي وقتي وأنا أستمع لتلك العجوز وهي تشتم الزمان واهله، كانت نائمة وأيقظها طلق ناري ابتهاجي، كيف سأنام و السكارى مصرون على جعلي أكمل السنة الجديدة في السجن، محقة تلك العجوز، تبا لأهل هذا الزمان !

 

اترك رد