يوْمَ قَرَّرَ غَسَّان تويني أَنْ يسْتقيلَ منَ الحياةِ ، على غيرِ عَادتِهِ في المَهامِ الوطنيّة ،لِلإلتحاقِ بالرَجاءِ الإلَهي، أَطْبَقَ عَيْنَيْهِ على ثلاثة:
١-لبنانَ …ودَوْرِهِ الفكري والصحافي والتنويري والنَهضوي والحواري، الذي( تتكامَلُ) فِيهِ الأديانُ والحضاراتُ والثقافاتُ والتلاقِيات..!
٢-كَنيسَةِ الرومِ الأرثوذكس الأنطاكيّة …، بكُلِّ تراثاتها وروحانيّاتها وتعاليمها وجذورها ورجالاتها ومناراتها وصُروحِها ، ودَوْرها الحاضنِ للعربِ والمُسلمينَ ، كأبناءِ شراكَةٍ طبيعيَّةٍ في الأَرْضِ والزمن ِ والمصير …!
٣-أَعْلامٍ ومُفَكِّرينَ كِبارٍ …عاصروه وزامَلَهُم وتقاسمَ مَعَهُم عَرَقَ النِّضال ِ ، وإنغمسوا معاً في جُرْنِ مَعْموديَّةِ الْوَاجِب ِ الكَوْني لوظيفةِ لبنانَ ،،،، مَنارةً في دَمْسَةِ الشرق ِ العربي المُتَقهْقِرِ قُروناً الى خَلْف ،،،، دامِعاً على مصيرٍ (كِياناتٍ عَربيَّةٍ) ، فَشِلَتْ بالإرتقاءِ منْ رُتْبَةِ الجماعةِ الى مرتبةِ الدولة المدنية والحضارية والعَلْمانيَّةِ ، التي كانَ يعتبرهاَ خلاص َ العَرَبِِ و مُنْقِذَهُم من أَنْفُسِهِم ..!
**مع غسان تويني ، الذي ترَبَيّْتُ على نَهجِهِ وفكره ، وتدرَّجْتُ على قَلَمِه، بِفَضْلِ #شوقيأبيشقرا ،نَسْتَذكرُ قاماتٍ صَوَّانِيَّةً ،كانَ لها في وُجدانِهِ ودَفْترِ صداقاتهِ مَقامَ الصَدارة الأَوَّل..؛
نستحضر البطريرك أغناطيوس هَزيم ،الإمام موسى الصدر ، أنطون سعادة، شارل مالك ،ميشال شيحا،شارل قُرْم ،كميل شمعون، فؤاد شهاب ،كمال جنبلاط ، ريمون أدّه ، شارل حلو، فؤاد بطرس ، المطران غريغوار حدّاد، و المطران جورج خُضْر، وميشال إدّه،مَدَّ اللَهُ بِعُمْرِهما… الى هاماتٍ فكريّةٍ لبنانية وعربيّة وعالميةكبيرةٍ وكثيرةٍ …تناغمَ معها ، وكتب َ وناضل َ وصرَّخَ وصرَّحَ و مَنْبَرَ ، في سبيلَ ان يكون لبنانُ وطناً مُستقِلاً كامل َ الإنسانيّة…!!
***الّلَهُمَّ ، أَعْطِنا مِثْلَ غَسَّان تويني وَلَوْ نَموذجاً واحِداً ..
نَموذَجاً واحِداً يكفي…!