باستقراء شبه تام يحكم العالم، دولا واحلافا وتجمعات دولية (واعني هنا حقيقة الحكم سواء كان تحت احد مسميات الحكم رئيس -ملك-قائد او تحت مسمى غير مباشر)، احد افراد هذه الفئات الثلاث.
الاولى:كبار دهاة السياسة وهؤلاء مهووسون بالسلطة والهيمنة والاستحواذ ويقابلهم اذعان عام او شبه عام من جمهورهم او عموم الجمهور على اساس ان ادارة السلطة والحكم لها رجالها الذين خلقوا لها ولا يجيب لآخرين التفكير بها.
الثانية:زعماء المال والثروة وهؤلاء مشغولون بالثراء والامتلاك والاستزادة وقلقون من النقص والتغير ويذعن لهم جمهورهم او الجمهور العام من منطلق ان الثروة مرتكز السلطة ومقومها الاساس وان هؤلاء مخلوقون للثراء وكأنه حق ازلي لهم.
الثالثة : كبار عتاة الجنون وهؤلاء منشغلون بالاثارة والغرابة والاختلاف ويذعن لهم جمهورهم من احد منطلقين اما الانسياق السلبي في مجاراة لعبة الاثارة والغرابة او من باب تجنب سطوة جنونهم المفرط.
اما الحكماء وذوو البصيرة واهل الحق والعدل فهم مغيبون بعناية من هذه الفئات الثلاث او غائبون بسبب شعورهم بانسياق الجمهور العام خلف تلك الطوائف الثلاث للاسباب التي ذكرنا او لشعورهم بالعجز جراء انسداد منافذ التغيير.