سحر الأبواب

تُغريني الأبواب
بما وراءها…

تحكي في صمتها
لغةَ مساحاتٍ وأسرار،
تداري في انغلاقها
ظلالاً حائرة،
ترتَسمُ عبر جمادها
أدراجٌ وممرات
بين عتمةٍ وأنوار.
***
لا يكون الباب باباً إلا عازلاً.
***
تخبِّئ الأبواب،
عكسَ المرايا،
صوراً بلا ملامح
وسِيَراً بلا أصوات.
تداري ذاكرةً بلا جدران
وأحلاماً بلا نوافذ.
***
لا يكون الباب باباً إلا مقفولاً.
***
كيفما اتجهتُ
أبوابٌ
لا تُفشي عن دورها:
أللمغادرة أو للدخول؟
للهروب أو للجوء؟
لا تفضحُ مخبوءَها:
أكتابٌ أو صندوق؟
بحرٌ أو يابسة؟
طريقٌ أو مقعد؟
***
لا يكون الباب باباً إلا سؤالاً.
***
أرتاحُ لعبور الأبواب المشرعة،
أمشي إليها مطمئنة
متآخية مع الملل،
لكن الأبواب الموصدة
تفتح فوهةَ بركان
توقظ أسئلةً نائمة
تفجِّر شغفاً موقوتاً.
***
لا يكون الباب باباً إلا قابلاً للخلع.
***
لا تغرُّني الأبواب الجميلة
فوراءها قد تتهاوى الأقنعة
عن وجوهٍ لا روحَ فيها
وتَسقُطُ الأردية
عن هياكل عظميّة.
***
لا يكون الباب باباً إلا ساتراً.
***
لا أخاف، بفتح الأبواب،
من العثور على
عاصفةٍ متأهِّبة
أو شمسٍ أليفة.
كلما فتحتُ باباً قد أضناني العثور
على مفتاحه،
أنسى أن في ثوبي جيوباً
وأرمي به ورائي
لتحرير يديّ
لا لإبقاء الباب مفتوحاً.
***
لا يكون الباب هدفاً إلا غامضاً.
***
كأنني أطير من باب إلى باب
لا أحزنُ إنْ تلاشت أبوابٌ
ظننتُ أطلقَتني
إلى حقولٍ وبساتين،
ولا آبهُ إنْ التصقَت بي
أبوابٌ ظننتُ أغلقتُها
وأبوابٌ ندمتُ على فتحها،
ولا أنسى أبواباً
وجدتُها صدفةً
وكانت هي الوجهة.
***
هذه الرحلة القصيرة
لعبةُ خروج ودخول
وأنا أعشق الأبواب الكثيرة
والمفاتيح المخبأة
ولا أحب الوصول…

(4- 3- 2018)

*****

اترك رد