أنجزت الورش الفنية التابعة لرابطة قنوبين البطريركية للرسالة والتراث بعناية المهندس طوني البطي وبإشراف المديرية العامة للآثار عبر الخبيرة الاركيولوجية د.جوانا شحّود المرحلة الأولى من أشغال ترميم وتأهيل دير مار ابون (مار يوحنا المعمدان) في عمق وادي قنوبين.
وشملت المرحلة المنجزة رفع أتربة وردميات وفرزها في عملية تنظيف كامل أرض الدير ومحيطه المتصل. وقد تابع هذه الاشغال الخبيران الاركيولوجيان د.حسّان عكره وبول محبوب. وأوضح المهندس البطي ان تقريراً علمياً مفصلاً قد أعدته د.شحّود ورفعته الى المديرية العامة للآثار مرفقاً بالصور حول أشغال المرحلة الأولى. واعدت ملف المرحلة الثانية المتضمنة أعمال حفريات لاخذ عيّنات من الطبقات الترابية المتراكمة تمهيداً لاجراء الفحوصات اللازمة الكفيلة بتحديد ما تحتويه هذه الطبقات من أتربة وحجارة وزجاج وفخاريات وسواها وبتحديد عصورها الزمنية وتواريخ انهيارها وتراكمها وأسباب ذلك. وفي ضوء حفر العينات والدراسات المرتقب إنجازها خلال شهرين تحدد المديرية العامة للآثار كيفية التعامل مع هذه الردميات، وسبل اعداد مبنى الدير لمرحلة الترميم والتأهيل النهائية، التي تتيح إقامة جماعة رهبانية من عشرة أشخاص فيه.
الوكيل البطريركي في الديمان الخوري طوني الآغا أشار الى ان خطة احياء الحياة الروحية وتجديدها في دير مار ابون تترافق مع خطة انهاض الحياة الزراعية في محيط الدير، وذلك بالتعاون مع أهالي وادي قنوبين الذين كانوا ولا يزالون يعملون في أراضي القرية وفق نظام الشراكة مع البطريركية المارونية. وفي هذا الاطار سيعيدون تشغيل خزانات الري القائمة في محيط الدير وأقنيتها الترابية وينظفون الجلول الزراعية الى ما سوى ذلك مما يعيد الموقع الى ماضيه العامر بالحياة الروحية والزراعية.
ولفت الخوري الآغا الى ان توجيهات البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي واضحة لجهة الاهتمام بالاهالي ودعم وجودهم في سياق اية خطة او مشروع للوادي، موضحاً ان اشغال الترميم والتأهيل سيتولاها أبناء وادي قنوبين ذوي الخبرة في هذه الاشغال التراثية التي اعتمدت في بناء بيوتهم وحافظوا عليها طوال أجيال.