فادي يرق في مؤتمر منظمة اليونسكو: خطتنا للاصلاح وتعليم الفتيات يمكن أن تتحقق في ظروف أفضل

unesco1739شارك المدير العام للتربية فادي يرق، في الدورة السابعة والثلاثين للمؤتمر العام لمنظمة اليونسكو، في باريس، ضمن وفد لبنان الرسمي برئاسة وزير الثقافة غابي ليون، الذي مثل المجموعة الجغرافية العربية،

ألقى يرق  مداخلة عرض فيها خطة وزارة التربية والتعليم العالي للإصلاح وتعليم الفتيات ضمن طاولة مستديرة حول “تعزيز تعليم الفتيات والنساء من أجل المساواة بين الجنسين”، ترأستها المديرة العامة لمنظمة اليونسكو السيدة أيرينا بوكوفا، وشارك فيها ممثلون عن المناطق الجغرافية الدولية الأخرى: ماريا ارنهولم، وزيرة مساواة الجندرة ومساعدة وزير التربية في السويد، تيم غوبيسينغ وزير التربية في جمهورية ترينيتي وتوباغو، محمد بليغ الرحمن (وزير الدولة في باكستان لشؤون التربية والتدريب ومعايير التعليم العالي)، كانديا كاميسوكو (وزير التربية الوطنية والتدريب المهني في جمهورية ساحل العاج). مما قال:

في الماضي، كانت الفتيات يغادرن المدرسة بعد المرحلة الابتدائية، أما اليوم، فإن عدد اللواتي ينخرطن وينتسبن إلى المرحلة التكميلية يبلغ 52%، وإلى المرحلة الثانوية 55%، متجاوزات، بذلك، نسبة الفتيان…  من ناحية أخرى، يبرز تطور متصاعد في انخراطهن بالمرحلة الجامعية، في العام 1970 كانت نسبتهن في الجامعات 22 في المئة، وصولا الى 62 في المئة في عام 2010… عددهن يفوق عدد الشبان في الجامعات، بينما يظهر أن تحصيلهن الجامعي هو أقل منهم.

(…) تم تسجيل تراجع واضح في توجه الفتيات نحو التعليم الجامعي في العلوم، بشكل عام، لصالح القانون والاقتصاد والإدارة. تشير الدراسات إلى أن النتائج في الرياضيات والعلوم هي في صالح الفتيان، وأن صورة المرأة في الكتب المدرسية المنتجة محليا لا تزال سلبية و نمطية، وأن الإناث، بالإجمال، هن أقل تعليماً من الرجال، وذلك بسبب الإرث التراكمي المتأتي من الأجيال السالفة…

 (…) مكتب اليونسكو في بيروت وضع عام 2011، دراسة تجريبية نوعية عن “انتقال الشابات اللبنانيات من الانتظام المدرسي إلى سوق العمل” . وأتبعت بندوة وطنية عقدت في بيروت عام 2012، شارك فيها عدد من المعنيين اللبنانيين في هذا المجال، وساهمت في تقاسم النتائج الأولية والتوصيات، فضلا عن آليات التعاون الرامية الى الحرص على المتابعة والمراقبة.  محدودية فرص حصولهن على العمل اللائق، هي أحد الأسباب الرئيسية لتهميش الشابات في الدول العربية، وخصوصاً في ما يتعلق بتطوير حياتهن المهنية. yarak 1

تناولت الدراسة 80 شابة مجازة، تخرجن حديثاً من خمس جامعات في بيروت، قدمت توصيات أولية لتحسين التنوع وجعلها أكثر مرونة حيال الانتقال بين المدرسة والعمل للخريجات، وتقديم نهج نوعي قابل لإعادة الاستخدام تجاه أنواع أخرى من التهميش (المناطق والمستوى التعليمي والتخصصات) على المستوى الوطني والمنطقة العربية.

في محاولة لتعزيز المساواة بين الجنسين وتعليم الفتيات في لبنان، أنتجت منظمة اليونسكو، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي، كتيباً عن القضايا بين الجنسين، والممارسات التعليمية الجيدة من المعلمين للاستخدام المباشر في فصولهم الدراسية. وقد تم تدريب الأشخاص ذوي الخبرة، الذين هم مسؤولون عن تدريب المعلمين في مناطق عديدة من لبنان، على الاستخدام العملي لهذا الدليل. وأقيمت سلسلة ورش عمل تستهدف المعلمين لوضع هذا الدليل موضع التنفيذ في الفصول الدراسية. وفي سياق السياسة العامة لوزارة التربية والتعليم العالي، تم إنشاء لجنة للمساواة بين الجنسين لتعزيز تعليم الفتيات، ودور المرأة في التعليم، وإدماج النوع الاجتماعي، حيث يترجم بالزيادة الكبيرة في عدد النساء في هذا القطاع. وهذا يعني أن هذه الحركة ما زالت لا تتبع مستوى الاتحاد حيث المرأة ممثلة تمثيلا ناقصا، إلى حد كبير، على الرغم من الاتجاه نحو تأنيث مهنة التدريس. وعلاوة على ذلك، فإن التكنولوجيا ساهمت كثيرا في تحسين قدرة الفتيات في الوصول، عن بعد، إلى التدريب المستمر.

“نحن نعمل على تطوير المناهج الجديدة التي تؤكد مبدأ المساواة بين الجنسين، والتنمية المستدامة والمواطنة. أما في مجال التعليم الفني والمهني والتدريب، فهناك اتصالات لقيام حملة إعلامية للتوعية، ستستهدف العائلات، وتحديدا الفتيات، حول المهن المتنوعة، وبرامج التدريب المهني المختلفة”.

على الرغم من سياستنا في الباب المفتوح، فنحن نعاني صعوبات في دمج عدد متزايد من الأطفال اللاجئين، وبخاصة الفتيات في سن الدراسة. ومن المتوقع أن يكون هناك أكثر من ثلث التلامذة في المدارس الرسمية اللبنانية من اللاجئين السوريين، في الدوامين الصباحي والمسائي، والتي يمكن أن تهدد استقرار نظامنا التعليمي، إذا ازداد العدد، نظرا الى برنامجين مختلفين، واستخدام اللغات الأجنبية. فمن أصل 400 ألف طفل لاجئ في سن الدراسة، يتوقع أن يكون هناك هناك نحو 100 ألف يحصلون على التعليم النظامي، في الدوامين الصباحي والمسائي، في حين أن 150 ألفاً يمكنهم متابعة تعليم غير نظامي تسديها جمعيات أهلية ومنظمات دولية، من بينهم أطفال هم خارج المدرسة لأكثر من سنتين والباقي – الذين أغلبيتهم من الفتيات – لم يحصلوا على أي شكل من أشكال التعليم.

نأمل أن يتم سريعاً تجاوز كل هذه الصعوبات، وأن خطة الوزارة لإصلاح قطاع التعليم وتطويره، وبخاصة تعليم الفتيات تتحقق في شروط وظروف جيدة.

كلام الصور 

1- الدورة السابعة والثلاثون للمؤتمر العام لليونسكو- باريس

2-  يرق مشاركا في الطاولة المستديرة  حول “تعزيز تعليم الفتيات والنساء من أجل المساواة بين الجنسين”

اترك رد