“الرهانات المغلقة” ليقظان التقي… توثيق لمرحلة معينة في لبنان والدول العربية

يقظان التقي يقدم كتابه إلى نقيب الصحافة عوني الكعكي 

كتاب «الرهانات المغلقة» للصحافي والإعلامي يقظان التقي الصادر حديثاً في بيروت عن «دار رياض الريّس للكتب والنشر» إصدار يوثّق لمرحلة سياسية معيّنة في لبنان (2016 – 2017) عبر مجموعة حوارات تشكّل مادة توثيقية وتعبّر عن وجهات نظر متعدّدة لسياسيين من مواقع فكرية وأكاديمية وقانونية وسياسية واقتصادية متنوّعة. حوارات تقوم على السجالية الحوارية وفيها أسئلة عن الحرب والدولة القانونية والفراغ والعنف والحرية والفوضى السياسية في العلاقات الدولية وأكثر في المسألة الداخلية اللبنانية في زمن صعب، وقد نُشرت جميعها في جريدة «المستقبل» تباعاً في محاولة المؤلف التقي لإعادة ترتيب المشهد السياسي وسط فوضى عارمة شهدها لبنان في تلك المرحلة؟

وكانت سنوات الفراغ الرئاسي أكثر السنوات تعقيداً التي سبقتها مسألة التمديد للمجلس النيابي وقد رافقتها التصدّعات على اختلافها بين القوى السياسية وقد رافق ذلك تبادل الاتهامات حول العجز عن ملء الشغور في الرئاسة، أضف إلى ذلك التدخلات الخارجية وسط كل ما يجري من حول لبنان في المنطقة. الإشكاليات الحوارات في إطار المساهمات الفكرية والإعلامية لمجموعة حاولت توضيح الإشكالات في القضايا الداخلية اللبنانية إلى جانب العالمَين العربي والغربي بشكل عام، والكتاب تمّ نشره في فترة ليست بعيدة عن الأحداث ويضمّ بشكل تراتبي الأسماء التالية: «داود الصايغ، ساري حنفي، محمد عبدالحميد بيضون، انطوان مسرّة، جيلبير الأشقر، رضوان السيّد، وضّاح شرارة، خالد زيادة، فاديا كيوان، وجيه كوثراني، عصام خليفة، شفيق المصري، منى فيّاض، شارل رزق، سعود المولى، طارق متري، ناصيف حتّي، فارس سعيد، محمد حسن الأمين، روجيه ديب، ميشال كيلو، كريم مروّة وجوزف أبي خليل». وقد جاء في كلمة الناشر أنه أمام أوضاع «كان لا بد من مواجهتها بالأسئلة مع اهتزاز الديموقراطيات، والدول، والمؤسسات، والأنظمة، وكل شيء رهن المجهول، ثلاث سنوات وأكثر، كانت محوراً لمقاربات كثيرة لم تكتمل حتى النهاية لكن أدخلت شخصياتها في مواقف حقيقية، تفرض نفسها على الحاضر بالمعنى السوسيولوجي وخصوصاً في كتابة جزء من الأشياء أو الأحداث أو الوقائع والتفاصيل المحلية وأخرى عابرة للحدود كطريقة للكلام على العالم…».

و«الرهانات المغلقة» هو الكتاب الثاني ليقظان التقي بعد «الإعلام والعولمة والديموقراطيات» الذي صدر في بيروت عام 2016 عن «دار رياض الريّس» أيضاً وهو كناية عن دراسة أعدّها المؤلف ونال عنها شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية في «المعهد العالي للدكتوراه» في الجامعة اللبنانية وقد حضر لها التقي إلى جانب عمله الدائم كناقد في شؤون المسرح والموسيقى والمعارض في صحيفة «المستقبل» وتحضيره الأسبوعي لبرنامج إعلامي في «إذاعة الشرق» في بيروت. هي «رهانات» في المؤلَّف الجديد ويشير الكاتب إلى صفة «المغلقة» لتلك الرهانات في العنوان كونها لا تتعدّى الأفكار التحليلية والافتراضية والتوضيحية لوجهات نظر خاصة لكنها تغذي السجالات الحوارية التي كانت عديدة في تلك المرحلة الحاسمة من تاريخ البلاد حيث اللحظات السياسية والعسكرية الشديدة الالتباس والتي سادتها العشوائية في القرارات والقضايا المصيرية إن في الداخل أو في الخارج كمسألة الحرب على التطرّف والإرهاب في الخارج أو قضايا التنوّع والديموقراطيات والانتخابات ووضع الأحزاب..

والمقابلات مشوّقة في إطار الأسئلة والأجوبة وأيضاً المقدمات الخاصة بكل مقابلة والتي توجز مسيرة كل شخصية تمت محاورتها أو إنجازاتها ومواقفها المرتبطة مباشرة بالموضوعات التي تطرق إليها المحاور في أسئلته، ومن دون شك إن كل الأفكار والطروحات والاقتراحات بقيت في حدود التكهنات والاستنتاجات أو التصورات للمستقبل، لذا جاءت صفة «المغلقة» لترافق كلمة «الرهانات» في العنوان الرئيسي للكتاب، وجاء في المقدمة الخاصة بالناشر في الإطار نفسه: «ليس الهدف الخضوع لظواهر المراحل وارتداداتها، بل تلمّس كيف يمكن مقاربة الأمور المستجدّة وبعض التحولات، ونحن هنا في تلك الحوارات في الضفاف الرمادية الملتبسة». الحاضر وثمّة جانب مُتبع في الكتاب (ويقع في 413 صفحة من الحجم الوسط) وهو قراءة الحاضر مع توقعات الماضي القريب له أي منذ حوالى ثلاث سنوات تمتد إلى اليوم بكل التوقعات والأمنيات والرهانات من قِبَل سياسيين ومفكرين حاولوا قراءة كل الأحداث السياسية والعسكرية والاقتصادية في لبنان وكله على ما حملته الأسئلة من إحراج هنا وتواطؤ هناك لتحفيز المتحاورين على قول ما يحملونه من معلومات معروفة أو سرية أو ما يتوقعونه لمسائل عديدة شغلت الإعلام طويلاً. وهنا بالذات قد يحمل الكتاب للقارئ متعة في مقارباته الشخصية خلال القراءة لما راهن عليه هؤلاء مقارنة مع الواقع اليومي الذي يعيشه في حاضر القراءة. ويحمل الغلاف وهو يضم وجوه المتحاورين ضمن دوائر صغيرة، بعض الدوائر الفارغة وتحديداً هي ست

كانت  سنوات ألفراغ الرئاسي والحكم المستطيل وبرؤوس متناقضة، أكثرالسنوات تعقيدا، التي مرت على لبنان ، وسبقتها تراجيديا التمديد للمجلس النيابي . فترة طويلة من الارتباك في إتخاذ القرارات، والتصدعات على اختلافها بين القوى السياسية ، وفي المحتمع  اللبناني عموماً والندوات والسجالات.  ورافق كل ذلك  تبادل  اتهامات من نوع العجز عن ملء الشغور في الرئاسة ،والتدخلات الخارجية، ومن أشكال شعبوية واجهت اللبنانيين ، في بلد  يكاد يتهاوى ، من دون أن يغيب مطلب تحييد لبنان والنأي بنفسه عما يحيط به ، وما يجري من حوله في المنطقة.

هذه حوارات في زمن لبناني آخر صعب ،  نشرت في  جريدة ” االمستقبل ” تباعا ، في محاولة إعادة ترتيب الأمور،  وسط  فوضى عارمة.

هي محاولة اعادة  قراءة ما جرى ، وفهم الظاهرة اللبنانية ،ومرتكزاتها الدستورية والسياسية ،والاجتماعية ،  وإستكشاف الاحتمالات المفتوحة ، وخطورة الرهانات المغلقة و” غير الشرعية ” ، التي واجهتها تلك الشخصيات بوسائل فكرية، وديمقراطية ، في ظل الظروف الاقليمية والدولية المتوترة والمتصاعدة .

أسئلة الحرب، والجنون،  والفراغ ، والعنف، والدولة القانونية ، و الحرية، والفوضى السياسية في العلاقات الدولية ،  وأكثر في المسألة الداخلية اللبنانية.  كهامش بحثي في مسرح أحداث تبلبل  طويلا ً، و قدرٌ له أن يكون شاهداً على نيران تفتك بمسارح أخرى مفتوحة على المجهول .

شخصيات  تمثل نخبة حقيقية تعبرعن تعددية ومواقع مختلفة  . لكن تجمعها  السياسة ،والدستور، والمواطنة .

أما  الهدف فمساهمة فكرية وإعلامية في توضيح اشكالات وقضايا البيت اللبناني الداخلي أولاً ، فالعربي والاسلامي. أوضاع ما كانت واضحة.

هذا ما كان عليه  لبنان في السنوات الصعبة ، وما حصل ليس قليلا، من تخريب الدستور الأول في المنطقة العربية ، ومن التبعثر في المشهد السياسي الداخلي العام ، ومن اصطفافات جديدة ،  ونزعات غير ديمقراطية  .  شهدنا الكثير من تفكيك القيم الاساسية، التي نشأ عليها لبنان كنموذج تعددي وديمقراطي في مواجهة اسرائيل الدولة العنصرية،  كمثال انسانوي في التنوع  بين دول المتوسط ،وفي مقارعة الارهاب المتطرف ، وغيرها من الظواهر العنفية ،والتقسيمات الانتقائية.

الكتاب محاولة توثيقية لما عرفه  لبنان المستقر نسبيا في ظل الثورات السياسية والاجتماعية العربية ، التي غرقت في مستنقع  العنف ، وقد اجتمع العالم كله عليها ، وحولها من ربيع فردوسي عبر المطالبة بالحريات إلى جحيم.

اردنا نشر هذه الحوارات في كتاب جامع ، لتزامنها في فترة زمنية حرجة جدا ،  وتفكك الكثيرمن الحلقات المفقودة ، التي توحي أن الاوضاع غير مستقرة ، وهي على فوهة بركان في المنطقة ككل   . لكن في كل الاحوال لم تعد هي المنطقة التي نعرفها ، وكذلك لبنان لم يعد كما هو.  في وقت ينزلق العالم الى مستقبل مجهول  ، وتراجعت فيه افكار التنوير السياسية وقيم النهضة، لمصلحة عودة غير مفهومة للعنصرية ، والماضوية ، والعنف .

هذه  الحوارات تعبُر عن وجهات نظر متعددة من مواقع، ومستويات مختلفة ، فكرية وأكاديمية وسياسية وقانونية واقتصادية. تناقش في ظل الفوضى السائدة  اوضاعاً متناقضة ومتصادمة  .  وتمثل الشخصيات وجهات نظر خاصة . لكنها تغذي السجالية الحوارية ، وتمثل جانباً من صعود أفكار في لحظة سياسية شديدة الالتباس ،  تسودها الشعبوية ،  والعشوائية ، في الفصل  بين السلطات، التي كانت  رهينة  الارادات ، وهيمنة لغة العسكريتاريا والسلاح .

ونحن إذ  نعيد نشرها في كتاب (” عن منشورات دار رياض الريس للكتب والنشر ” ) ، في فترة ليست بعيدة عن الاحداث ، كأننا نلعب في المياه الراكدة  في قضايا  وعناوين عابرة للحدود الداخلية ، ومتداخلة اقليميا ودوليا ، لن يكف العالم والمنطقة من تقليب الافكار فيها  ، ورؤية واضحة للاحداث المتفجرة على ساحات متصارعة  .  ولكل ساحة  ميزتها ، ازاء ما يجري في الخارج ،لاسيما في مسألة اساس من مثل مسألة  الحرب على التطرف والارهاب، الى مسألة الاثنيات والاقليات ،والتنوع ، والديمقراطية .

هل يكون جمعها ونشرها فعل إضاءة لنوع من رواية لمسائل عدة ، لن تطو صفحتها ونقاشاتها ، لا اليوم ، ولا غداً ؟

دوائر ربما كانت مخصصة لشخصيات غابت عن المحاورات أو تمناها المؤلف لأن تكون مشغولة بوجوه معينة، أو قد تكون حاضرة لمقابلات أخرى تحضّر للنشر. أما مضمون المقابلات فيحدده المؤلف في تمهيد له جاء فيه: «هذا ما كان عليه لبنان في السنوات الصعبة، وما حصل ليس قليلاً، من تخريب الدستور الأول في المنطقة العربية ومن التبعثر في المشهد السياسي العام، ومن اصطفافات جديدة ونزاعات غير ديموقراطية…». وما يحصل مع قراءة «الرهانات المغلقة» شأن الحاصل مع جميع الكتب التي ترتكز على مادة سياسية متحركة، إذ إن القارئ مدعو هنا إلى دور الباحث والمنقّب لمتعة أكيدة له في ربط الأحداث الماضية بالحاصل اليوم وإلى مقارنات عديدة يقيمها تجعله يفهم الماضي أكثر ليستوعب الحاصل في الحاضر و«ليراهن» على طريقته على المستقبل القريب.

تمهيد

مهّد يقظان التقي لكتابه بما يلي:

كانت  سنوات ألفراغ الرئاسي والحكم المستطيل وبرؤوس متناقضة، أكثرالسنوات تعقيدا، التي مرت على لبنان ، وسبقتها تراجيديا التمديد للمجلس النيابي . فترة طويلة من الارتباك في إتخاذ القرارات ، والتصدعات على اختلافها بين القوى السياسية ، وفي المحتمع  اللبناني عموماً والندوات والسجالات .  ورافق كل ذلك  تبادل  اتهامات من نوع العجز عن ملء الشغور في الرئاسة ،والتدخلات الخارجية، ومن أشكال شعبوية واجهت اللبنانيين ، في بلد  يكاد يتهاوى ، من دون أن يغيب مطلب تحييد لبنان والنأي بنفسه عما يحيط به ، وما يجري من حوله في المنطقة .

هذه حوارات في زمن لبناني آخر صعب ،  نشرت في  جريدة ” االمستقبل ” تباعا ، في محاولة إعادة ترتيب الأمور،  وسط  فوضى عارمة .

هي محاولة اعادة  قراءة ما جرى ، وفهم الظاهرة اللبنانية ،ومرتكزاتها الدستورية والسياسية ،والاجتماعية ،  وإستكشاف الاحتمالات المفتوحة ، وخطورة الرهانات المغلقة و” غير الشرعية ” ، التي واجهتها تلك الشخصيات بوسائل فكرية، وديمقراطية ، في ظل الظروف الاقليمية والدولية المتوترة والمتصاعدة .

أسئلة الحرب، والجنون،  والفراغ ، والعنف، والدولة القانونية ، و الحرية، والفوضى السياسية في العلاقات الدولية ،  وأكثر في المسألة الداخلية اللبنانية.  كهامش بحثي في مسرح أحداث تبلبل  طويلا ً، و قدرٌ له أن يكون شاهداً على نيران تفتك بمسارح أخرى مفتوحة على المجهول .

شخصيات  تمثل نخبة حقيقية تعبرعن تعددية ومواقع مختلفة  . لكن تجمعها  السياسة ،والدستور، والمواطنة .

أما  الهدف فمساهمة فكرية وإعلامية في توضيح اشكالات وقضايا البيت اللبناني الداخلي أولاً ، فالعربي والاسلامي. أوضاع ما كانت واضحة.

هذا ما كان عليه  لبنان في السنوات الصعبة ، وما حصل ليس قليلا، من تخريب الدستور الأول في المنطقة العربية ، ومن التبعثر في المشهد السياسي الداخلي العام ، ومن اصطفافات جديدة ،  ونزعات غير ديمقراطية  .  شهدنا الكثير من تفكيك القيم الاساسية، التي نشأ عليها لبنان كنموذج تعددي وديمقراطي في مواجهة اسرائيل الدولة العنصرية،  كمثال انسانوي في التنوع  بين دول المتوسط ،وفي مقارعة الارهاب المتطرف ، وغيرها من الظواهر العنفية ،والتقسيمات الانتقائية.

الكتاب محاولة توثيقية لما عرفه  لبنان المستقر نسبيا في ظل الثورات السياسية والاجتماعية العربية ، التي غرقت في مستنقع  العنف ، وقد اجتمع العالم كله عليها ، وحولها من ربيع فردوسي عبر المطالبة بالحريات إلى جحيم.

اردنا نشر هذه الحوارات في كتاب جامع ، لتزامنها في فترة زمنية حرجة جدا ،  وتفكك الكثيرمن الحلقات المفقودة ، التي توحي أن الاوضاع غير مستقرة ، وهي على فوهة بركان في المنطقة ككل   . لكن في كل الاحوال لم تعد هي المنطقة التي نعرفها ، وكذلك لبنان لم يعد كما هو.  في وقت ينزلق العالم الى مستقبل مجهول  ، وتراجعت فيه افكار التنوير السياسية وقيم النهضة، لمصلحة عودة غير مفهومة للعنصرية ، والماضوية ، والعنف .

إن هذه  الحوارات تعبُر عن وجهات نظر متعددة من مواقع، ومستويات مختلفة ، فكرية وأكاديمية وسياسية وقانونية واقتصادية. تناقش في ظل الفوضى السائدة  اوضاعاً متناقضة ومتصادمة  .  وتمثل الشخصيات وجهات نظر خاصة . لكنها تغذي السجالية الحوارية ، وتمثل جانباً من صعود أفكار في لحظة سياسية شديدة الالتباس ،  تسودها الشعبوية ،  والعشوائية ، في الفصل  بين السلطات، التي كانت  رهينة  الارادات ، وهيمنة لغة العسكريتاريا والسلاح .

ونحن إذ  نعيد نشرها في كتاب (” عن منشورات دار رياض الريس للكتب والنشر ” ) ، في فترة ليست بعيدة عن الاحداث ، كأننا نلعب في المياه الراكدة  في قضايا  وعناوين عابرة للحدود الداخلية ، ومتداخلة اقليميا ودوليا ، لن يكف العالم والمنطقة من تقليب الافكار فيها  ، ورؤية واضحة للاحداث المتفجرة على ساحات متصارعة  .  ولكل ساحة  ميزتها ، ازاء ما يجري في الخارج ،لاسيما في مسألة اساس من مثل مسألة  الحرب على التطرف والارهاب، الى مسألة الاثنيات والاقليات ،والتنوع ، والديمقراطية .

هل يكون جمعها ونشرها فعل إضاءة لنوع من رواية لمسائل عدة ، لن تطو صفحتها ونقاشاتها، لا اليوم، ولا غداً؟

 

اترك رد