أصدرت رابطة اصدقاء كمال جنبلاط بيانا لمناسبة مرور مائة عام على ولادة كمال جنبلاط (1917 – 2017) ومرور اربعين عاما على استشهاده (16 آذار 1977)، اشارت فيه الى ان “كمال جنبلاط الذي نتذكره اليوم في تاريخ ولادته (6 كانون الاول 1917)، هو القائد الرؤيوي المناضل والمفكر التنويري الذي تحرص الرابطة على الوفاء له، وتتعهد بمتابعة السير على خطاه لتبقي فكره ورؤاه ومشاريعه الاصلاحية حية، من خلال سعيها الدؤوب لإيصالها الى الاجيال الطالعة الشابة لكي تستنير بها، وتغرف من معينها الذي لا ينضب، وتهتدي بها في مسعاها للتغيير والتقدم”.
واعتبرت الرابطة ان “كمال جنبلاط الذي نتذكره لم يعرف التاريخ الحديث مثيلا له في لبنان ودنيا العرب، كمفكر سياسي خصص كل ما كتب، وكل ما سعى لفعله في مسيرته النضالية، لقضية الانسان وحريته وكرامته. وهو الذي ربط بين الانسان والحرية. فبالنسبة اليه، لا انسان حقا اذا لم يكن حرا، ولا حرية حقيقية اذا لم تنعكس تحقيقا لانسانية الانسان. كمال جنبلاط سعى بفكره ومشاريعه ونضاله، الى عقلنة الانسان المعاصر وتحريره من العصبيات على اختلاف اشكالها”.
واكدت ان “كمال جنبلاط الذي كان أحب لقب اليه هو “المعلم” كان بالفعل معلما: بالقدوة والمثال، بالموقف والنضال، بالرمز والحرف والكلمة، وفي ما يتعدى الحرف الى الجوهر النهائي للوجود. كمال جنبلاط “القدوة” وصاحب “الرؤية”، في مسار حياته وسلوكه كإنسان وكقائد، وفي مسيرته النضالية كما في عطاءاته الفكرية، كان حريصا اشد الحرص على تأكيد البعد الانساني في كل ما فعل، وفي كل ما اعلن وكتب. فتركيزه على ضرورة تأمين لقمة العيش والمسكن والعلم والعمل والصحة والضمانات الاجتماعية، والبيئة الصالحة النظيفة للانسان، انما كان يريدها اطارا الزاميا يجب ان يتيح لهذا الانسان تحقيق ذاته وانسانيته وازدهار القيم والمثل العليا في شخصه. الهدف النهائي، بالنسبة له، لم يكن هذا الاطار المادي المعيشي بل ما يتيحه هذا الاطار من تفتح للذات البشرية وازدهار انسانيتها بحرية وكرامة وابداع”.
واشار البيان الى ان “رابطة اصدقاء كمال جنبلاط تحرص على ان تنوه اليوم، بأن معظم الانتفاضات والحركات الشعبية التي حدثت في لبنان بعد الاستقلال، وكل محاولات الاصلاح والتغيير، ومختلف صيغ التطوير الاقتصادي والسياسي والاجتماعي ، كانت بفعل مبادرات كمال جنبلاط ونضاله وممارساته القيادية لمختلف حركات وجبهات التغيير التي ظهرت في لبنان، لانه كان الاقدر على مخاطبة الناس وبعث الامل بغد افضل حلم هو به، قبل ان تخطف جسده يد الغدر، فبقي الحلم حلما، ويكاد الوضع المتهاوي ترديا يجعلنا اليوم نعيش كابوسا رهيبا، بانتظار قائد منقذ يرفع عنا الكابوس ويعيد لنا الحلم”.
ولفتت الى ان “مختلف الانجازات الاصلاحية التي تحققت في عقد الستينات من القرن الماضي وبداية عقد السبعينات كان لكمال جنبلاط الدور الابرز فيها بدعم من الرئيس الاصلاحي فؤاد شهاب، وقد تحقق معظمها في الوزارات التي تولاها: الاقتصاد والزراعة، التربية، الداخلية، الاشغال العامة، والتصميم العام حيث واكب اعمال بعثة “ايرفد” التي رسمت اول خطة للتنمية المستدامة والشاملة في لبنان”.
ورأت الرابطة، “في هذه المناسبة، ان من واجبنا التذكير بأن الاحداث كلما تعاظمت وتعقدت في لبنان والاقليم كلما اظهرت صوابية العودة الى ما رسمه كمال جنبلاط من خطط وما وضعه من مشاريع اصلاحية وتطويرية، وفي ما تركه من تراث فكري متنوع انساني الطابع هدفه الاسمى بناء مجتمع لبناني حر ومسؤول، ودولة مدنية ديموقراطية حرة تؤمن بالتطور والحداثة وتتكيف مع المستجدات كما تتمسك بالمزايا التي تركها لنا الاجداد من تراث اصيل”.
وعلى الصعيد الخارجي، اشارت الى انه “أوصى باعتماد سياسة الحياد وعدم الانحياز والعمل على الصعيد العربي، من اجل اصلاح الانظمة والسعي لاقامة وحدة عربية على أسس الحداثة والتنوع واحترام خصوصيات مكونات هذه الوحدة، تحل المشاكل في ما بينها بالحوار والاقناع وتتعاون لمجابهة الاعداء أيا كانوا، وعلى الاخص مجابهة العدوان الاسرائيلي الغاصب واعادة الحق الى اصحابه في فلسطين”.
وختم بيان الرابطة، “في هذه الايام البائسة التي يستشري فيها التعصب والتخلف والظلامية نحن بأمس الحاجة الى قيادات تستوحي من مواقف وافكار كمال جنبلاط وتنهل من صدقه ورؤاه المستقبلية، وتضع خططا للانقاذ والاصلاح مستمدة من خططه ومشاريعه التي لا تزال تبحث عمن يتبناها ويعمل لتطبيقها لأنها الأسلم لإخراج لبنان من ازماته والعالم العربي من انهياراته”.